لم يشدني مشهد في حياتي أكثر من ذلك المشهد الاخوي الرائع بل المشاهد الانسانية ومنها إصرار خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وهو يتقدم الصفوف للصلاة على فقيد الوطن والعالم سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله - ويتقبل العزاء في رفيق دربه وساعده الأيمن من قادة العالم والجمع الغفير من المواطنين والمسؤولين والاخوان الكرام. رغم خروجه حفظه الله من المستشفى بعد إجراء عملية جراحية تكللت ولله الحمد بالنجاح ، وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله انهم حاولوا اثناء خادم الحرمين الشريفين عن الحضور والمشاركة حفاظاً على سلامته وعدم تعرضه للمشقة إلا أنه وهو والد الجميع أصر على المشاركة والحضور وتلقي العزاء في الفقيد الغالي. والمشهد الثاني الذي رآه كل العالم مشهد حمل النعش الطاهر بالأيدي الطاهرة فهذا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وهذا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وهما يتقدمان الصفوف والمشهد الثالث تقاطر كبار قادة العالم لتقديم واجب العزاء والجموع الغفيرة من المواطنين على مختلف طبقاتهم الاجتماعية حتى الأطفال ممن وسعهم خير سلطان الخير كانوا يقطرون ألماً على فراق الحبيب سلطان وأكاد أجزم أن كل البيوت في بلادنا المترامية الأطراف نصبت سرادقات العزاء للمصاب الجلل حيث اصاب المجتمع السعودي الوجوم والحزن لفراق أبي خالد رحمه الله ، نحن نعلم ان الموت حق ولكن الفراق صعب، وان عزاءنا نحن موطنو هذه البلاد المتمسكون بالوحدة والولاء المطلق لآل سعود أننا نحتسبك ياسلطان من الشهداء وهذه غاية وأمنية كل مسلم صدق ما عاهد الله عليه. فأنت ياسلطان الخير جاهدت من أجل الوطن ورفعته ورفعة أبناء شعبك من خلال اياديك البيضاء التي وسعت كل الناس وحمية الديار وما قاله الأمير خالد الفيصل ادام الله توفيقه خلال تلقيه العزاء في قصره العامر بجدة من أن هناك من اتصل به من خارج المملكة العربية السعودية ينقل تعازيه الحارة ودعاءه لك ياسلطان بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وكان بعض هؤلاء المتصلين للعزاء لم يرك في حياته ولكن كما قيل ألسنة الخلق شواهد الحق . فقر عيناً ياسلطان الأمراء وسلطان الشعب وسلطان الخير وكل العزاء وصادق المواساة لأسرتك الملكية الكريمة وعلى رأسها الملك الانسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وكل العزاء لشعبك العربي السعودي الوفي وكل العزاء للأمتين العربية والاسلامية ولا يسعنا إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولاحول ولا قوة إلا بالله وعلى الله قصد السبيل. قال تعالى: ( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خُضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا)الكهف 30-31. صدق الله العظيم.