أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن اليوم الوطني يمثل مرحلة فاصلة في تاريخ تطور المجتمع السعودي الحديث شكلت في مضمونها وحدة وطنية رسم معالمها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بإعلانه قيام هذه البلاد الطاهرة. وبين أن اليوم الوطني يمثل للمجتمع السعودي منعطفاً هاماً خلال مسيرته الميمونة فهو يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه خصوصية الذكرى بنمط الاحتفال بذكرى التوحيد الذي أرسى قواعد هذه الدولة على مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها منهجاً متكاملاً للحياة بجوانبها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضح أن المملكة واجهت تحدياً كبيراً منذ توحيدها تمثل في تأمين حجاج بيت الله الحرام وتوفير ما يلزم من خدمات لأداء مناسكهم ، حيث بدأه المؤسس الذي جعل هذا الأمر اكبر اهتماماته فانطلق -رحمه الله- ساعيا بكل قوه وعزيمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام فكان من أجلِّ ما قام به توفير الأمن الذي افتقدوه عصورا طويلة ثم إصلاح شؤون البقاع المقدسة فأقام السنة وقضى على البدعة ، وصرف الاهتمام والرعاية إلى الحرمين الشريفين وأرسى دعائم هذا الكيان على هدي الإسلام من خلال تطبيقه الشريعة الإسلامية حيث جعل الكتاب والسنة هما مصدر التشريع لهذه البلاد. وقال //بعد وفاته -رحمه الله- سار على نهجه أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله- ومن ثم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فرسخوا ما بدأه والدهم من امن وإصلاح وجدَّوا في عمارة الحرمين الشريفين والارتقاء بخدماتهما وهكذا غدت عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج سنة حميدة وشرفا كبيرا يتوارثه ملوك هذه البلاد حتى وصلت بفضل الله إلى أزهى عصورها اليوم//. وأضاف الدكتور الخزيم أنه في المسجد الحرام والمسجد النبوي سجل ذهبي حافل يسطع بنور الانجازات المتوالية والمميزة والرائدة حيث يجري العمل حاليا على التوسعة التاريخية الضخمة للمسجد الحرام التي سترفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام من مليون مصل إلى قرابة ثلاثة ملايين مصل ومشروع توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من أربعة وأربعين ألف ساعٍٍٍ في الساعة إلى مائة وثمانية عشر ألف ساعٍٍ في الساعة مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم ، وتوسعة المطاف لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف من 50 ألف طائف في الساعة إلى ما يقارب 130 ألف طائف بالساعة ، والأمر بتكييف كامل المسجد الحرام التي نتوقع ظهور ثمار هذين المشروعين المباركين قريبا ، ومشروع سقيا زمزم الذي وفر هذا الماء المبارك بأسلوب تقنى متطور. وتناول انجازات خادم الحرمين الشريفين ، مستعرضاً الخدمات التي أمر بها -حفظه الله- في المسجد النبوي الشريف من خلال توسعة ساحات المسجد النبوي الشريف الشرقية ، وأمره بإقامة مئتين وخمسين مظلة شمسية في ساحات المسجد النبوي تقي المصلين حرارة الشمس وتريحهم إذا نزل المطر ، تغطي مساحة مائه وثلاثة وأربعين ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع. وشدد على أن ما تحقق من انجازات كبيرة على مدى هذه السنوات يجعلنا جميعا مطالبين بالحفاظ على هذه المكتسبات والعمل على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات لتتبوأ بلادنا مكانتها اللائقة بين دول العالم. ورفع نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- ولجميع الأسرة المالكة وأبناء مملكتنا الحبيبة ، داعياً الله عز وجل أن يعود هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة وأن يديم على قائد هذه البلاد الصحة والعافية.