الاطلالة القوية التي ظهر بها الفريق الاهلاوي في انطلاقة الموسم الكروي الحالي لم تات من فراغ، بل هي نتاج عمل مدروس وتخطيط اداري متعوب عليه من قبل القائمين على هذا الصرح الشامخ الذي يمثل احد القمم الشماء التي ترتكز عليها الكرة السعودية ماضيا وحاضرا ومستقبلا ويخطئ من يظن بان مايقدمه الاهلي في بداية هذا الموسم هو نتاج طبيعي لفوزه في نهاية الموسم الماضي ببطولة كاس خادم الحرمين الشريفين للاندية الابطال التي لانشك في انها قد اعطت الاهلاوية شيئا من الحماس والثقة بالنفس لمواجهة استهلالية الموسم الجديد بشهية مفتوحة ولكن هذا لايمنع ان نقول بان للاطلالة الاهلاوية القوية التي نراها لها أسباباً اخرى اكثر واقعية قادت وتقود نجوم القلعة الى مرافئ البطولات وتحقيق الانجازات فماهي تلك الاسباب واين تكمن كلمة السر الاهلاوية والى اين سترسو سفينة الاهلي في موسم الحصاد الذي بانت لياليه من عصاريها؟ جماهير القلعة لعله من نافلة القول أن نؤكد بان من اهم الاسباب التي قادت وستقود فرقة الرعب الاهلاوية في هذا الموسم الى تحقيق الانجازات ومغازلة البطولات هو ذلك الالتفاف الحميم من قبل جماهير القلعة التي كانت وما فتئت تؤكد ولكل ذي عين بصيرة بانها جماهير راقية بكل المقاييس تمتلك ناصية الابداع والغيرة على شعار هذا الفريق الراقي الذي احبته وعشقته وباتت تدين له بالولاء وحب الشعار فهي لا تألو جهدا في مناصرته ولاتتوقف عن مناصرته في مدينة جدة معقل الاهلاوية وحدها بل تتابعه في كل مناطق المملكة وتتكبد المشاق لمناصرته من مدينة الى اخرى وقد راينا وبام اعيننا كيف كانت وقفة جماهير الاهلي مع فريقها في موقعة الانصار الافتتاحية في مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، يوم ان ملأت كل مدرجات ملعب الامير محمد بن عبد العزيز وبرهنت ولكل المراقبين بانها تعشق هذا الكيان وتستميت في الدفاع عن الوانه وشعاراته فكان من الطبيعي ان ينتصر اللاعبون لهذه الجماهير التي تتكبد المشاق من كل مناطق المملكة لتقف خلف الاهلي ولاتكتفي بمناصرته من مدينة جدة وحدها . وفي مباراة النصر التي اقيمت في معقل الاهلاوية راينا كيف كانت جماهير الاهلي وهي لاتترك موضعاً لقدم في ملعب الامير عبد الله الفيصل الا وتواجد فيه مشجع اهلاوي فكان ان قادت الفتية الى فوز مؤزر على فريق النصر العالمي ويقيني بان اي فريق في العالم يجد مثل هذه المؤازرة ومثل تلك المناصرة والوقفة الصلدة من جماهيره في كل المباريات فهو لامحالة سيكون قادرا على تحقيق كل الطموحات المرجوة فجماهير الاهلي هي اللاعب رقم 12 في صفوف القلعة وهي الدافع القوي للاعبي الفريق لكي يقدموا كل ماعندهم ويفجروا كل الطاقات الكامنة في جعبتهم . أجانب مميزون كانت الادارة الاهلاوية حكيمة ومنطقية وهي تعمل على استمرار النجمين المحترفين العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس مع الفريق لموسم اخر بعد النجاحات المتعددة التي حققها النجمان مع الفريق في الموسم الماضي فتلك كانت ضربة معلم لهذه الادارة التي تعرف حدود واجباتها بقيادة ربانها الماهر الامير فهد بن خالد الرئيس المثالي المحبوب وجه السعد على قلعة الكئوس والذي يتعامل مع الجميع بروح الاخاء دون فوارق طبقية مما يعطي مسحة رائعة من التعامل الراقي الجميل ولم تكتف ادارة الامير فهد بن خالد بهذين النجمين وحدهما بل انها قد اضافت اليهما صانع الالعاب البرازيلي المتميز اللاعب المهول كماتشو نجم الشباب السابق وهو معروف بخبرته في الملاعب السعودية والخليجية بجانب تميزه في صنع الهجمات الخطيرة على مرمى الفريق المقابل ووضع الباص المريح للمهاجمين فكان تواجده اضافة حقيقية لخط الوسط الاهلاوي الذي يضم كوكبة متلالئة من النجوم السعوديين بقيادة الدولي تيسير الجاسم وزميله معتز الموسى ومنصور الحربي وهنالك المحترف الاجنبي الاخر النجم بالومينو وهو لاعب متمكن يعتبر اضافة قوية لفرقة الرعب مما يدل على ان الادارة قد وفقت الى حد كبير في استجلاب اللاعبين الاجانب لصفوف الفريق في هذا الموسم الامر الذي سيساهم بصورة مباشرة في تدعيم صفوف الفريق وزيادة القوة الهجومية والدفاعية لصفوفه حتى يكون قادرا على تحقيق كل الطموحات التي ترجوها جماهير الاهلي في هذا الموسم الجديد . مصدر ثقل من اهم الاولويات التي يجب ان نشير اليها من خلال هذا التقرير هو ذلك المستوى الثابت الذي كان عليه الحارس الدولي المخضرم ياسر المسيليم منذ منتصف الموسم الماضي وحتى يومنا هذا فقد عاد هذا الحارس الى اكتشاف نفسه بصورة مثالية جعلته يقف على قمة الهرم الحراسي بين حراس المملكة وهو الامر الذي اعاده الى صفوف الاخضر بعد فترة الغياب القسرية فكانت تلك دفعة كبرى له لتطوير مستواه والمحافظة عليه فكان ان عاد بقوة الى عرين الاهلي وبات يعطي الاطمئنان الى زملائه في خط الظهر الاهلاوي والذي يلعب فيه النجم كامل الموسى دور الخبير الكروي فكانت عودة المسيليم للتالق والنجومية واحدة من اهم الاسباب التي ساهمت في عودة اهلي البطولات الى منصات التتويج والسعي وبقوة الى المنافسة على كل البطولات المطروحة على طاولة التنافس المحلي الشريف . كلمة السر يحسب للأهلاويين ان يكون بين ظهرانيهم رجل في قامة الامير الانسان خالد بن عبد الله الشرفي الاهلاوي الرمز والذي يمثل القوة الصامتة في صفوف القلعة الخضراء بعيدا عن الاضواء والفلاشات فهو يعمل للاهلي ومن اجل الاهلي ومن هنا ياتي عمله متقنا ومدروسا ومتعوبا عليه فالامير خالد بن عبد الله عرف بحبه لهذا الكيان الذي بات جزءا لا يتجزأ منه فلا يذكر اسم الاهلي الا ويذكر معه على الفور اسم الامير خالد بن عبد الله الذي يعطي الاهلاوية كل شئ وقته وماله وافكاره وآراءه النيرة وجهوده التي لايدرك كنهها سوى القريبين من البيت الاهلاوي ولعل اهم مايميز هذا الامير الانسان هو اهتمامه بكل العاب الاهلي بشتى ضروبها كرة ماء تنس طاولة سباحة يد ومن ثم كرة قدم وهي ميزة لاتتوفر في اي عضو شرفي آخر في كل نادي من انديتنا فقد عرف الجميع بحبهم واهتمامهم بلعبة كرة القدم بوصفها اللعبة الشعبية الاولى التي توصل الفرد الى قلوب الناس ولكن الامير خالد بن عبد الله عرف بشموليته وسعة افقه فهو لايفرق بين كرة ماء وكرة قدم وسلة وتنس طاولة وكرة يد وغيرها فكل هذه الالعاب عنده سواسية طالما أنها تحقق الانجازات لفرقة الرعب الاهلاوية ولذلك ياتي اهتمامه ودعمه ومتابعته لكل تلك الالعاب بمثابة الدافع القوي للاعبيها لتقديم العطاءات الثرة التي تجعل التفوق لكل العاب الاهلي في مختلف الالعاب ولن نقول سوى ان الاهلاويين محظوظون بوجود رجل مثل الامير خالد بن فهد بين صفوفهم يقود شرفي الاهلي بخبرة السنوات الطوال ويقدم جهوده لهذا الصرح الشامخ الذي احبه وعشقه منذ نعومة اظافره وحتى يومنا هذا . هدف الاهلاويين أخيرا جدا نقول بان مايريده الأهلاويون هو العودة الى جذور البطولة الام بطولة دوري زين السعودي هذه البطولة التي تمردت على الاهلاوية ردحا من الزمان وبات الفريق في حالة جفاء مستفحل معها وهي اصبحت تمثل الهاجس الاكبر لكل نجوم القلعة وجماهيرهم وهم مطالبون في هذا الموسم بسبر أغوار هذه البطولة والوصول الى أسوارها واقتناصها من بين فرق الممتاز لمصالحة الجماهير الاهلاوية التي لن يرتوي ظمأها من البطولات مالم يعمل الفتية على حصد لقب هذه البطولة الغالية التي تعتبر ام البطولات الموسمية حتى يعود اهلي البطولات الى سابق عهده كفريق شامل قادر على مغازلة كل البطولات المطروحة في طاولة التنافس الشريف وفي تقديري ان هذا هو التحدي الاكبر لنجوم الاهلي في هذا الموسم وهم دون شك أهل لهذا التحدي الاكبر ولننتظر حتى نهاية الموسم لنرى ماذا سيفعل الاهلاوية وماهو الجديد الذي سيقدمونه لجماهير القلعة الوفية.