لما كان استقرار سوريا وأمنها يهم المملكة فقد سبق وأن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كلمة إلى الأشقاء في سوريا مطالباً بتغليب الحكمة ووقف العنف وإراقة الدماء .. والاستجابة لمطالب الشعب السوري في الاصلاح. اليوم وامتداداً لهذه الرسالة تأتي زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق حاملاً مبادرة عربية كلفه بها الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية. وهذه المبادرة التي تكشف بعضها كفيلة باعادة الاستقرار إلى سوريا إذا ما تحمل القادة السوريون واجبهم في الحفاظ على وطنهم وشعبهم وفي نفس الوقت فإن أي موقف سلبي من المبادرة العربية قد يدخل سوريا في نفق لا نهاية له من الازمات. والمبادرة العربية في مجملها هي مبادرة من أجل سوريا ومن أجل شعبها وحتى لا ينزلق هذا البلد الشقيق أكثر وأكثر نحو الهاوية وتفلت الأمور ويصبح المصير هو الفوضى والعنف واراقة الدماء. فالمبادرة العربية تدعو إلى إجراء انتخابات عامة وانتخابات رئاسية واتصالات جدية مع المعارضة واستعداد واضح إلى الانتقال إلى الديموقراطية وليس من من بين بنود المبادرة طلباً تعجيزياً .. فهل يدرك الأشقاء في سوريا خطورة المرحلة ويسارعون إلى التجاوب مع مبادرة أشقائهم العرب؟ .. نأمل ذلك.