الموقع الريادي للمملكة يملي عليها مسؤوليات في محيطها العربي الاقليمي وفي قيادتها العالم الاسلامي كدولة تخدم الحرمين الشريفين وتوليهما جل عنايتها وعظيم اهتمامها . ومواقف المملكة وعقيدتها السياسة مبنيتان على ثوابت تميزت بها كمنهج سياسي في التعامل مع الاحداث اثبت نجاعته وحسن منطقه وفكره بعيد النظر، وجاء خطاب خادم الحرمين الشريفين حول الوضع في سوريا الشقيقة ليرسخ مفهوم الدبلوماسية السعودية في التعامل مع الاوضاع في العالم العربي الذي يشهد مرحلة تاريخية جديدة ، الخطاب جاء ناصحا ومرشدا ومحذرا من خطورة الوضع في سوريا حال لم يتم احتواؤه بالاتجاه نحو طريق الحوار والجلوس الى طاولته ومعرفة السبيل للخروج من الازمة العاصفة بانتهاج استراتيجية العنف المفرط والاعذار غير المقبولة من اجل اسكات صوت آلاف من السوريين العزل بآلة حرب لانراها إلا في ميادين المعارك لاساحات المدن كما هو حاصل في سورية . النظام السوري على مفترقي طرق - كما جاء في خطاب الملك عبدالله - طريق الحكمة المؤدي الى الخروج من الأزمة حتى وإن طال ، او الاستمرار في الاستراتجية الأمنية كحل مما سيؤدي - بالتأكيد - الى شيوع الفوضى واتساع رقعتها وهو امر لاتحمد عواقبه لا على النظام ولاعلى الشعب وبالتالي ستكون سوريا هي الضحية . خطاب الملك عبدالله رسم خارطة طريق حتى تتجاوز سورية أزمتها المملكة وبكل تأكيد هي منحازة الى سوريا كدولة عربية نهتم لأمرها وتهمنا مواقفها كونها شقيقة وشريكة في الحفاظ على الامن القومي العربي الذي هو أمننا جميعا دون استثناء ومن هذا المنطلق كان الخطاب الملكي الحريص على أمن سوريا ووحدتها واستقرارها ، هو خطاب تاريخي كون النصيحة جاءت من اخ يهمه امر اخيه يريد مصلحته ويحرص عليها ويراه ينتهج طريقا من الممكن ان ينزلق به الى هاوية هو غير منتبه لها، اويعتقد انه يمكن له تجاوزها بسوء تقديره، وهذا امر وارد الحدوث خاصة اذا كان هناك عدم وضوح في الرؤيا، الخطاب استشعر المسؤولية فبلد شقيق وشعب شقيق يتعرضان الى انتهاكات في حقوقهما على جميع الصعد والمستويات ويوميا وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الرحمة والمغفرة ، ومايحدث في سوريا الان بعيد كل البعد عن الرحمة وبعيد كل البعد عن المغفرة. هو اقرب الى فتح ابواب جهنم على الشعب السوري الذي لايريد الكثير ، لايريد اكثر من حقوق مشروعة حرم من ابسطها لعقود دون ذنب اقترفه . الدول العربية مطالبة باتخاذ مواقف مماثلة للموقف السعودي بشأن سوريا من أجل حقن الدماء الموقف العربي الذي تقوده المملكة الان موقف نابع من عروبتها النقية وإسلامها الصافي يحتم ان تقوم الدول العربية بمواقف مماثلة ، يجب ان يشعر النظام السوري انه اخذ الكثير من الوقت لتنفيذ وعود لم تتعد المنابر واصلاحات ظلت حبيسة الادراج ، وليس مطلوبا من الدول العربية ان تقف موقف المتفرج مجاملة للنظام السوري بقدر ماهي مطالبة باتخاذ مواقف جادة وايضا صارمة للحفاظ على سوريا التي تمثل عمقا استراتيجيا للعالم العربي يجب الحفاظ عليه لا التفريط فيه .