يشكل المنتج الأدبي أحد عوامل نهوض الأمة لأن العمل الفكري يدفع بالوعي إلى الامام ويؤسس لتطلعات جديدة نحو النهوض وقد قيل في الأدبيات العربية من ألف فقد استهدف وهذا يعني أن ما يخرج إلى الناس من خلال الاصدارات الفكرية يجب أن ينال رضا الناس وفي نفس الوقت على المؤلف لهذا العمل أن يتقبل النقد وقبل ذلك عليه الاجتهاد من أجل تكامل عمله الأدبي وخلوه من العثرات والهفوات حتى يجد القبول من القارىء المتابع لحركة التأليف والحق أنني أعجبت باعتباري قارئاً متابعاً بما أصدرته الأستاذة القاصة سارة الازوري أخيراً وهو كتاب (ديوان الشاعرات في المملكة العربية السعودية) والحقيقة أنه معجم وليس ديواناً وكان الأجدر أن يحمل مسمى معجم الشاعرات السعوديات لأنه يقع في (665) صفحة من القطع الكبير وسارت المؤلفة على منهج المعاجم وضم الكتاب اسم (214) شاعرة سعودية مرتبة حسب الحروف الهجائية وقد شمل المؤلف على مقدمة ضافية من المؤلفة اشادت فيها بمن ساعدها في انجاز هذا العمل وعلى رأسهم زوجها الأستاذ الدكتور عالي القرشي الذي طرح عليها فكرة الكتاب وكذلك اشادت المؤلفة بعدة أسماء لهم فضل عليها من أجل خروج هذا العمل إلى النور ثم تحدثت عن طريقة عملها في اخراج الكتاب وذكرت تم ذلك عن طريق التواصل الشخصي بين المؤلفة والشاعرة وعن طريق ارسال بطاقات بحثية والاتصال بالجهات الثقافية مثل الأندية الأدبية وغيرها كما ذكرت المؤلفة الأخت سارة انها واجهت معوقات وصعوبات جمة خلال البحث لكنها تغلبت عليها بالصبر والعمل المتواصل ومن ذلك العادات والتقاليد وغير ذلك لكنها حاولت استقصاء لجميع الشاعرات السعوديات في جميع أنحاء الوطن في محاولة جادة لاظهار العديد من الشاعرات والتعريف بهن وقد سارت على منهج علمي بحثي متعارف عليه وهو ترجمة وافية عن الشاعرة وبعد ذلك ايراد نماذج من انتاجها الشعري ونشاطها الأدبي وهذا متعارف عليه في النهج الأدبي وعليه أشيد بهذا العمل الأدبي الذي أنجزته القاصة سارة الازوري وقد أسدت إلى الحركة الأدبية أعمالاً خالدة تسجل لها عندما أخرجت لنا هذا المعجم عن بنات وطنها والذي سوف يكون مرجعاً متكاملاً عن الحركة الشعرية النسائية في بلادنا يحتاج إليه الباحثون والدارسون وطلاب الدراسات العليا وهذا تم بفضل الجهود التي بذلت من المؤلفة حتى خرج هذا المعجم إلى النور بشكل يرضي طموح القراء وكم نحن في حاجة دائمة إلى مثل هذه الأعمال التي تبقى في ذاكرة الزمان وتخلد صاحبها وهذا هو المطلوب من الأدباء والأديبات لعل الأيام القادمة تجود بمثل هذا الجهد المشكور من المؤلفة الذي اتسم بالشمولية في الطرح ولا يعيبه بعض الهفوات والنواقص القليلة لأن لكل عمل لابد من أخطاء والكمال لله وحده سبحانه ، وهذا لا يقلل من قيمة هذا المعجم الكبير في قيمته وحجمه رغم أن المؤلفة أنجزته بجهودها الفردية وطبعه على حسابها الخاص ومثل هذا الانجاز يفترض أن يطبع على حساب أحد الأندية الأدبية والأخت سارة من منسوبي نادي الطائف الأدبي لكنها أرادت أن يتكامل جهدها في هذا العمل الكبير الذي من الصعب أن يقوم به فرد وهذا يستدعي من كل منصف وصادق أن يشيد ويثني على هذا الاصدار المهم والله الموفق.