قال الشيخ الدكتور: عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر إن على المسلم أن ينهض بنفسه، كما أن من الواجب على من اشتاقت نفسه لرضوان الله أن يعد لهذا الأمر عدته وأن يبتعد عن كل الشواغل التي تشغله عن طاعة الله. جاء ذلك في محاضرة برعاية مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه الجامعة وذلك مساء أمس وقدم لها فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن عبدالعزيز الخلف رئيس قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين. وأوضح الشيخ البدر أستاذ العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة في محاضرة له بقاعة المحاضرات في الجامعة بعنوان : “رضوان من الله أكبر” أن “السياق الذي وردت فيه جزء الآية الكريمة هذه في سورة التوبة كان سياقاً يبين فيه مكانة المؤمنين العلية وما أعده الله لهم من كرامات وثواب جزيل ، وقد سبق هذا السياق سياق الحديث عن المنافقين والمنافقات فكان سياق رضوان الله للمؤمنين تشريفاً وإمعاناً في التكريم”، مشيراً إلى مواقف الأنبياء في ابتغاء رضوان الله وسارداً العديد من الروايات حول مواقف لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسها بيعة الرضوان. وأضاف أن هناك بعض اللطائف في الآية المذكورة، وهي أن عطف الرضوان على ما قبلها جاء عطف جملة وليس عطف مفرد وفيه إشارة إلى فضل مستقل هو نعيم الجنة كما جاء الكلمة “رضوان” بالتنوين وهو يفيد التعظيم كما جاءت مرفوعة وفيه إشارة إلى علو الشأن ، وجاءت كلمة “من الله” وإظهار اسم الجلالة فيه عظم ارتباط الأجر بالله وهو فضل منه سبحانه كما ان الفرق بين الرضوان والرضى أن زيادة المبنى فيه زيادة المعنى تدل على عظم هذا الرضوان. كما أوضح الشيخ عبدالرزاق البدر أن الرضا نوعان: الرضى بالله وهو فرض على كل مسلم ومتعلقه أسماء الله وصفاته، والرضى من الله بما أمر وما أعطى وما وعد، وهو متعلق بالنوع الأول ومتفرع منه. وذكر الشيخ أن على المسلم أن يكون مسارعا للخيرات ابتغاء رضوان الله والاخلاص في العمل وابتاع رضوانه سبحانه. وشهدت المحاضرة طرح أسئلة عدد من الطلاب حول العلامات التي يمكن معرفتها وتدل على رضى الله عن الشخص وقد رد الشيخ بأن على المرء ألا يزكي نفسه ولا غيره ولكن نرجو الخير للمحسن ونخاف على المسيء. وفي إجابة له حول سؤال ورد عن طالب العلم يقع في بعض المساقط ويرجع في التوبة أن الإنسان معرض للذنوب والخطأ ولكن على المسلم الاستغفار فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. وفي ختام المحاضرة ألقى الشيخ قصيدة ميميّة لابن القيم فيه حديث عن رضوان الله سبحانه وواصفاً نعيم الله للمؤمنين.