الوساطة الخليجية لمساعدة الأشقاء في اليمن على تجاوز الأزمة الراهنة ، وجدت فرصتها مرة أخرى في النجاح بعد أن أجرى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتصالات بقادة دول مجلس التعاون الخليجي مجدداً ترحيبه بمبادرة أشقائه في دول التعاون .ويجيء الترحيب اليمني بعد رؤية ضبابية حالت دون فهمها الفهم الصحيح. ولكن بعد أن اتضحت الرؤية جاء الموقف اليمني ومن كافة الأطراف حكومة ومعارضة بالترحيب بالوساطة ، باعتبار أن الأشقاء في دول مجلس التعاون هم الأقرب إلى اليمن والأعرف بهمومه والأقدر على المساهمة في معالجة ما يمر به من أزمة. ولهذا جاء التحرك الجاد من دول مجلس التعاون في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الذي عقد بالأمس في الرياض، كإجراء عاجل استجابة لموقف الرئيس اليمني بقبول الوساطة وللمساهمة بصورة عاجلة أيضاً في دفع الأفكار التي من شأنها أن تحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته الوطنية. ومع استعداد الطرفين في اليمن للتعامل مع الوساطة الخليجية فإن ذلك يولد مزيداً من الثقة بأن الشعب اليمني يقترب من تجاوز المرحلة الخطرة التي يمر بها ، ونظراً لما يجده التحرك الخليجي من اهتمام دولي ، وقبول يمني فإن الوساطة الخليجية تمتلك فرصاً هائلة لاخراج اليمن من أزمته الحالية والولوج به إلى بر الأمان مع الحفاظ على وحدته الوطنية واستقراره الأمني والسياسي.