اختتمت اليوم أعمال المؤتمر الدولي الثاني للإعلام والمعرض المصاحب له الذي نظمته جامعة الملك سعود -ممثّلة في قسم الإعلام بكلية الآداب- على مدى يومين، وبرعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وافتتحه مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبد الرحمن العمر، حيث استكملت اليوم، في المؤتمر، الأوراق العلمية التي قدّمها نخبة من المختصين والباحثين في الصحافة، والعلاقات العامة، والإعلام التفاعلي. ووصل عدد المشاركين إلى أكثر من 50 باحثًا وباحثة من داخل المملكة وخارجها، واشتمل المؤتمر على 13 محورًا رئيسيًا، أهمها: المحتوى، وتفاعل الرأي العام، والجمهور، وبرامج التواصل الاجتماعي، والعلاقات العامة الدولية، وغيرها من المحاور الأخرى التي استفاد منها الباحثون والباحثات، والطلاب والطالبات، والحضور من الصحافة والإعلام، وبعض المهتمين الذين شاركوا في فعاليات المؤتمر. واشتمل اليوم الأخير على 6 جلسات علمية وبحثية أقيمت في قاعتي حمد الجاسر والدروازة، وكان محور الجلسة الأولى عن (العلاقة بين الإعلام التفاعلي والإعلام التقليدي)، حيث ترأس الجلسة الدكتور حمزة بيت المال، وشارك فيها الدكتور أحمد حسين من جامعة البترا في الأردن، وتحدث عن تأثيرات تطبيقات الهاتف المحمول في تعرّض طلبة الجامعة لوسائل الإعلام التقليدية، ثم قدّم الدكتور أحمد سالم عيسوي -من جامعة أم القرى- ورقة عن استخدام الشباب السعودي للإعلام التفاعلي للمؤسسات الرسمية الإسلامية وعلاقته بالوسائل التقليدية، وبعدها، قدّمت -عبر الدائرة التليفزيونية- الدكتورة ياسمين صلاح -من جامعة القاهرة- ورقة عن صفحات الصحف والقنوات الفضائية المصرية على موقع الفيس بوك كوسيلة تكامل بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وتحدثت عن دراسة على المضمون والقائم بالأعمال. وبعد ذلك، قدمت أميرة النمر -من جامعة الملك فيصل- دراسة تطبيقية عن التفاعلية في وسائل الاتصال الاجتماعي وتغيير مفهوم ترتيب الأولويات، ثم قدمت الدكتورة عزة عبد العظيم ورقة عن أنماط المشاهدة التليفزيونية في ظل الإعلام التفاعلي في مصر. أما الجلسة الثانية، فتناولت موضوع (العلاقات العامة في بيئة الإعلام التفاعلي)، حيث ترأس الجلسة الدكتور عبد الرحمن العناد، وشارك فيها الدكتور عبد الرحمن المطيري من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتحدث عن استخدام ممارسي العلاقات العامة لوسائل التواصل الاجتماعي، وشملت دراسة عينة على ممارسي العلاقات العامة والإعلام في القطاع العام والخاص، ثم قدّمت -عبر الدائرة التليفزيونية- الدكتورة دعاء عبد الفتاح دراسة تحليلية عن الاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة في تويتر للجامعات السعودية، وبعدها، قدمت الدكتورة فؤادة البكري دراسة ميدانية عن استخدام ممارسي العلاقات العامة لوسائل التواصل الاجتماعي. وكانت الجلسة الثالثة عن (القيم والهوية الثقافية والاجتماعية في بيئة الإعلام التفاعلي)، حيث ترأس الجلسة فيها الدكتور فهد الطياش، وشارك فيها الدكتورة فضيلة تومي بدراسةٍ تشكّل الهوية الافتراضية للشباب الجزائري على شبكات التواصل الاجتماعي، وبعدها، قدمت الدكتورة آيات رمضان ورقة عن قيم المجتمع العربي وانعكاساتها في موقع الفيس بوك، ثم قدمت الدكتورة مها أحمد دراسة تحليلية عن القيم المضمّنة في صفحات الثقافة الأخلاقية بالمواقع التفاعلية. وتلتها دراسة تطبيقية قدمتها الدكتورة حنان جنيد، حيث تضمّنت دور تكنولوجيا الإعلام الرقمي في التغيّر السياسي والاجتماعي، وبعدها، قدم الدكتور السعيد عواشرية دراسة ميدانية عن أثر وسائل التواصل الاجتماعي في الخصوصيات الثقافية للشباب العربي في نظرية الاستخدام والإشباع، ثم قدم الدكتور عماد الدين جابر دراسة عن الزواج من الأجنبيات عبر الإنترنت وعلاقتها بالاغتراب النفسي. والجلسة الثالثة كانت عن (استخدامات الإعلام التفاعلي في قضايا الإرهاب والعنف)، حيث رأسها الدكتور عبد اللطيف العوفي، وشاركت فيها الدكتورة هويدا الدر بورقةٍ عن معالجة موقع اليوتيوب لظاهرة العنف والإرهاب في المنطقة العربية، وبعدها، قدّمت الدكتورة آمال الغزاوي والدكتورة خلود ملياني ورقة مشتركة عن اتجاهات النخب وآرائهم نحو تفعيل دور "الأمن الإعلامي" في مواجهة التطرف والإرهاب، ثم قدم الدكتور عادل المكينزي ورقة عن اعتماد الشباب الجامعي على وسائل الإعلام في التعرف على قضايا الإرهاب الدولي، وتلتها دراسة مسحية للدكتور علي الضميان عن اتجاهات الشباب نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف. وقدم الدكتور مساعد المحيّا دراسة مسحية عن مدى توظيف الصورة والفيديو في تويتر لدى داعش، وإثر ذلك، قدم الدكتور مبارك الحازمي ورقة علمية عن تحديات الإعلام التفاعلي لاستكشاف وضبط مواقع التواصل الاجتماعي المتبنية للأفكار المتطرفة، فيما تناولت الجلسة الرابعة موضوع (ضوابط الإعلام التفاعلي وتشريعاته وأخلاقياته في الإعلام العربي)، حيث رأسها الدكتور عبد الملك الشلهوب، وقدم فيها الدكتور أشرف جلال دراسة عن مقارنة ضوابط الإعلام التفاعلي وتشريعاته في العالم العربي، وبعد ذلك، ورقة من الدكتورة رقية بوسنان تناولت أخلاقيات تفاعل القراء مع محتوى الصحف الإلكترونية، وبعدها، قدم الدكتور الحبيب بالقاسم قراءة في مضامين قادة الرأي العرب وممارسة حق النقد في الفضاءات الافتراضية. وبعدها، قدمت الدكتورة بشرى مداسي ورقة عن ضوابط الإعلام التفاعلي وتشريعاته، ثم قدم الدكتور مطلق المطيري دراسة عن قانون الجرائم المعلوماتية في المملكة لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. أما الجلسة الخامسة، فناقشت موضوع (العلاقات العامة العربية والدولية)، حيث رأسها الدكتور عثمان العربي، وقدمت فيها الدكتورة همّت السقا -عبر الدائرة التليفزيونية- دراسة تحليلية عن الإشكاليات المنهجية لبحوث العلاقات العامة الرقمية، وبعدها، قدم الدكتور عبد الراضي البلبوشي دراسة مسحية عن استخدام إدارات العلاقات العامة لوسائل الإعلام التفاعلي في الترويج لصورة المنشأة. واشتملت الجلسة السادسة والأخيرة على موضوع (الإعلان في وسائل الإعلام التفاعلي)، حيث رأس الجلسة الدكتور إبراهيم البعيز، وشارك فيها الدكتور حسن نيازي بورقةٍ عن محددات اتجاهات المستهلكين السعوديين نحو إعلانات الشبكات الاجتماعية وعلاقتها باستجابتهم السلوكية، وبعد ذلك، قدمت الدكتورة وفاء صلاح ورقة عن الإعلانات التفاعلية وأثرها على السلوك الشرائي للمستهلك، وإثر ذلك، قدم سيف السويلم ورقة عن أثر توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في بث الإعلانات التجارية "تويتر" نموذجًا، وبعدها، اختتمت الجلسة بدراسةٍ ميدانية للدكتورة نهى السيد عن اتجاهات الجمهور السعودي نحو إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي. وفي نهاية الجلسة الأخيرة من المؤتمر، أعلن رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ورئيس قسم الإعلام في الجامعة، الدكتور علي بن دبكل العنزي، أن المشاركين خلصوا إلى إعلان العديد من التوصيات، وأهمها: رفع برقية شكر وتقدير باسم المؤتمر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولولي العهد، ولولي ولي العهد – حفظهم الله -، ولأمير منطقة الرياض، ولمدير جامعة الملك سعود. وأوصى إلى ضرورة أن تأخذ الحكومات العربية في حسبانها تطوير منظومة التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الإعلامي بما يتواكب مع التحولات التي فرضتها البيئة الاتصالية الجديدة، وذلك لضبط حالة الفوضى والعشوائية السائدة في كثيرٍ من الممارسات، مع التزامها بضرورة حماية حرية وسائل الإعلام، وضمان التعددية والتنوع، وتطوير السياسات الإعلامية القائمة، بحيث تصبح أكثر تعبيرًا عن هذه التحولات التي أفرزتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يضمن مشاركة أكثر للجماهير ومنظمات المجتمع المدني في رسم هذه السياسات، وأجندة اهتماماتها وأولوياتها، وضرورة تعظيم الاستفادة من ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوظيفها في خدمة قضايا المجتمع، وفي تطوير أداء مؤسساته بالشكل الذي يحد من مخاطر التوظيف السلبي لهذه التكنولوجيا، والعمل على إدراج مفاهيم التربية الإعلامية، وكيفية استخدام وسائل الاتصال وحدود الاستفادة منها، وكيفية تجنب مخاطرها في المناهج والمقررات الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة لضمان ترشيد السلوك الاتصالي للقائمين بالاتصال ولجمهور وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تطور وسائل الإعلام التقليدية -في حالة رغبتها في البقاء والصمود والقدرة على المنافسة- أساليب وأدوات العمل التي تطبقها، ومنظومة القيم والمعايير المهنية التي تتبناها، وعليها أن تتبنى ضرورات التحول الرقمي ومعاييره ومتطلباته، وضرورة الاهتمام بتطوير أساليب البحث العلمي المستخدمة في المجال الإعلامي من خلال تطوير أطره النظرية والمعرفية، وتطوير أجندة أولويات البحث في أقسام الإعلام في العالم العربي، بحيث تصبح أكثر قدرة على مواكبة هذه التطورات والتحولات الجديدة. وتناولت التوصيات ضرورة الاهتمام بدراسات جمهور وسائل الإعلام عامة، والإعلام الجديد بشكلٍ خاص، وتحليل أهم السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تجعل هذه الجمهور أكثر تفاعلًا مع وسائل الإعلام وأكثر إيجابية في التعامل معها، إلى جانب تبني قسم الإعلام بجامعة الملك سعود مبادرة تحمل اسم "مبادرة الرياض للإعلام العلمي التفاعلي" بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 لتعزيز التدارس والتشاور بين المختصين في مجال الدراسات الإعلامية، وتطوير أبحاثها، ويترك للقسم المتابعة القانونية والتسويقية لتفعيل تلك المبادرة، وضرورة تطوير استراتيجيات الاتصال التي تتبناها المؤسسات الاجتماعية، والاقتصادية، والخدمية، والمؤسسات الثقافية، والفكرية، والدعوية بحيث تصبح أكثر ملاءمة للتحولات التي فرضتها الثورة الرقمية، وأكثر تعبيرًا عن قضايا الواقع وقضايا المواطنين وهمومهم ومشكلاتهم. وشملت التوصيات التركيز على الاستفادة من تقنيات الاتصال، وتكنولوجيا المعلومات، ووسائل الإعلام الجديدة في مواجهة الأفكار السياسية والاجتماعية المنحرفة والمتطرفة، وفي تدعيم مكونات الهوية الذاتية والحضارية للمجتمعات العربية في مواجهة التطرف، ومخططات الإرهاب الفكري والمادي، وفي مواجهة التغريب الوافد، وكذلك العمل الجاد على تطوير واقع المؤسسات الإعلامية والعربية من خلال تطوير وتحديث بنيتها التنظيمية، والإدارية، والفنية، والتكنولوجية من خلال إعادة تأهيل وتدريب وتنمية مهارات وقدرات الإعلاميين العاملين بها لضمان مواكبة التطورات والتحولات الراهنة، وكذلك لضمان إمكانية تطوير وظائف وسياسات هذه الوسائل وقدرتها على التعبير عن العصر الجديد الذي نعيشه، والعمل على تطوير وصناعة "الصورة" الإعلامية المضيئة للمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة بما في ذلك الدول نفسها لمواجهة الزخم الكبير من عوامل التشويه والتضليل، والشائعات التي تعمل على نشرها وسائل الإعلام الجديدة في عالمنا العربي . وأوصى المؤتمر المؤسسات الحكومية والخاصة بمنح إدارات العلاقات العامة خاصية إدارة موقع المنشأة التفاعلي، كما ركّزت التوصيات على أهمية انسجامها مع رؤية المملكة 2030م.