إيقاع الحياة السعودية المعاصرة، بات سريعاً جداً في عهد “حزم سلمان”، مع الروح القيادية الشابة والوثّابة لولي العهد وولي ولي العهد. بات المواطن السعودي لا يحتاج لانتظار وقت طويل، من أجل تحويل الأحلام إلى وقائع؛ فخلال وقت قصير تغيّرت الكثير من المعالم، على الصعيد الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والثقافي، وخلافه. ولعل من أهم تلك المعالم الإعلان في أبريل الماضي عن “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، وما تلاها من أوامر ملكية غيرت في هيكلة الأجهزة الحكومية في الأسبوع الأول من مايو الماضي، ثم جاء في بدايات يونيو الحالي الإعلان عن “إطار حوكمة تحقيق رؤية 2030”. عندما تم الإعلان عن ذلك الإطار لحوكمة “الرؤية”، تمت الإشارة في المستوى الأول المختص برسم التوجهات والاعتماد، إلى دور يقوم به الفريق الإعلامي لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في هذا الجانب، إلى جانب الدور القيادي لذات المجلس واللجنة المالية بخصوص رسم الرؤى والتوجهات والبرامج. إنه إنصاف لدور الإعلام في إيضاح أهمية “الرؤية” استراتيجياً، بترسيخ الصورة الذهنية لها، وتوحيد الرسائل الموجّهة للرأي العام وتصحيح ما قد يكون خاطئاً منها وتطوير الخطط الإعلامية والبرامج التنفيذية المرتبطة بها بشكل عام، كما ورد في إطار الحوكمة. لا شك أن تعزيز مبدأ الشفافية من خلال إطلاق البرامج التنفيذية ل”الرؤية” للجمهور خلال السنوات المستقبلية القادمة، من مهام الإعلام بالفعل. وهنا لا بد من رؤية مقنعة للأجهزة الإعلامية المختلفة، من خلال التعاطي مع كل هذه البرامج، بعيداً عن النظرة السوداوية والتشاؤمية، والاقتراب من طرح الأفكار والمبادرات وإبداء النقد الهادف الذي يبني ولا يهدّم. ولا ننسى أنه عبر المستوى الثالث الخاص ب”الإنجاز”، هناك اعتماد على الإعلام بضرورة إشراك المجتمع في متابعة أداء برامج “الرؤية”، من خلال ما يقوم به المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة. إذن مسؤولية الإعلام كبيرة ومهمة، وتندرج في إطار بناء الوطن حتماً.