حث فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة، ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، والأمة الإسلامية، على التمسك بالدين الوسط والمنهج الصحيح واتباع ما جاء في محكم التزيل الحكيم وما أمرنا به رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم. جاء ذلك خلال لقاء فضيلته مع المجموعة السادسة من المعتمرين المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، أثناء زيارته للضيوف في مقر إقامتهم في مكةالمكرمة مساء أمس. واستهل المعيقلي اللقاء بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم رحب بضيوف خادم الحرمين الشريفين من الشخصيات الإسلامية والقيادات المؤثرة في 8 دول عربية افريقية، منوهاٌ بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رعاية شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وقاصديها، مستشهداً بالتوسعات العظيمة لبيت الله الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أثنى على جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وما تبذله من اهتمام بالغ بخدمة ضيوف الرحمن. وقال فضيلة الشيخ المعيقلي: “ما أحوجنا اليوم لمثل هذه الاجتماعات تحت راية التوحيد والعقيدة الصحيحة، وفي ظل الوسطية والسلام والحب والوئام ونشر سماحة الإسلام”، مضيفاً أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالسماحة والوسطية، كما قال سبحانه: “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً”، أي أمة عدل وإنصاف لا إفراط ولا تفريط. وأشار إلى أن من سماحة ووسطية هذه الشريعة المباركة التيسير على الناس، حيث قال الله تعالى “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، وقال أيضاً “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا”. وطالب فضيلته العلماء والمشائخ، بتبيان سماحة هذا الدين المبارك وسعة رحمة الله تعالى وعظيم ثوابه وجزيل عطاياه، قائلاً إن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على عدم تنفير الناس عن الإسلام، ففي الصحيحين أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليوجز، فإن من ورائة الكبير والضعيف وذا الحاجة”. ولفت إلى موقف الرسول عليه الصلاة والسلام عندما استأذن عمر رضي الله عنه في قتل رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول، فقال: “لا حتى لا يقول الناس إن محمداً يقتل أصحابه”، مؤكداً أن من حرص النبي عليه الصلاة والتسليم أن تكون صورة الإسلام مشرقة، وصدق الله تعالى إذ يقول: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. كما حث المعيلقي الحضور على البعد عن قسوة القلب وغلظ الأخلاق وسفك الدماء، مؤكداً أنها دليل على المعاصي والفسوق والبعد عن صراط الله المستقيم وخير دليل قول الله سبحانة وتعالى: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق”. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو وخاصة أنه يأتي مناقضاً للوسطية والسماحة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إياكم والغلو”. وأضاف: “والله منذ أن ظهر الخوارج في زمن الصحابة رضوان الله عليه على مرّ التاريخ فإنهم لا يعملون على نصرة هذا الدين، بل إنهم يعملون على هدمه، وقتل أوليائه”، مشدداً على أخذ الحيطة والحذر من الخوارج الذين يتظاهرون بالصلاح والهداية، والدعوة للجهاد ونصرة الدين، فقد كان أسلافهم الذين قتلوا علياً رضي الله عنه جباههم كركب البعير من كثرة السجود، حتى ذكر ذلك الإمام الآجري: “فلا يغتر بطول قيامهم ولا دوام صيامهم ولا كثرة قراءتهم”. وذكر أنهم بخروجهم هذا قد فرقوا الأمة، وعملوا على اختلاف الكلمة، وجلعوا الأمة أحزاباً وشيعاً، والله تعالى يقول: “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”، فيجب على علماء الأمة ودعاته أن يحذروا الشباب من هذه الأفكار الضالة والمسالك المنحرفة. بدوره، أوضح المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، أن زيارة الشيخ ماهر المعيقلي وقبله من أئمة الحرم النبوي الشريف والمسجد الحرام تعد رافداً مهماً في البرنامج الذي يهدف إلى توحيد كلمة المسلمين ولم شملهم في كل بقاع الأرض. وقال المدلج، إنه تم تنظيم مجموعة من المناشط لضيوف خادم الحرمين بهدف تحقيق مقاصد البرنامج الذي يعتبر فريداً من نوعة لاستضافته الشخصيات الإسلامية البارزة، وتقريب وجهات النظر بين علماء الأمة الإسلامية عبر اللقاءات التي تحدث خلال الاستضافة.