وصفت صحف أمريكية أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة غدًا إلى المملكة العربية السعودية، والتي قد تكون الأخيرة خلال ولايته التي تنتهي في يناير المقبل، بأنه "محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين، التي اهتزت وأصابها الفتور منذ فترة، لا سيما أنها تأتي في ظل عدد من المخاوف الاستراتيجية والأمنية، وقبل أشهر من وداع أوباما للبيت الأبيض". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": إن "السعودية تستقبل الرئيس باراك أوباما، الذي يمثل جزءًا غير قليل من مصادر قلق البلاد، حيث يقول صناع السياسة في جميع أنحاء المملكة منذ فترة طويلة، إنهم يشعرون أن أوباما لا يشاركهم مصالحهم الإقليمية للبلاد، وسط شكوك تحولت إلى مخاوف من أنه ربما يقوضها بفعالية". ورجحت الصحيفة أن أوباما قد يحاول استغلال زيارته لإصلاح العلاقات، ولكن يبقى من غير الواضح إلى أي مدى ضعفت العلاقات، التي ربطت الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة، وإذا كان الضرر يمكن إصلاحه؛ بحسب العين الإماراتية. ونقلت عن الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، وسفير المملكة لدى واشنطن، قوله: "إنه عامل قلق بالنسبة لنا إذا ما تراجعت أمريكا"، مضيفًا: "لقد تغيّرت أمريكا، لقد تغيرنا، وبالتأكيد نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم وتعديل مفاهيمنا لبعضنا البعض". بينما قالت مجلة "بوليتيكو"، إن الإدارات الرئاسية سواء الجمهورية أو الديمقراطية تتمسك منذ فترة طويلة بالسعوديين، وتنظر إلى المملكة، باعتبارها مصدر للاستقرار في شرق أوسط تسوده الفوضى، ناهيك عن أنها عامل رئيسي في سوق النفط، وغالبًا ما يقول المسؤولون الأمريكيون، إن السعوديين أكثر مساعدة في الحرب ضد الإرهاب أكثر مما يدركه الرأي العام الأمريكي. وأشارت بوليتيكو إلى أن التوترات ستكون أعلى خلال أولى محطات أوباما، في السعودية، حيث تواجه علاقة أوباما مع السعوديين صعوبات منذ زيارته الأولى، إلى الرياض منتصف عام 2009، لكن الأمور تدهورت فقط بسبب سياسة أوباما في سوريا، والاتفاق النووي مع إيران، الذي يراه القادة السعوديون بمثابة خطوة أولى نحو ذوبان الجليد بين الولاياتالمتحدة مع العدو اللدود لبلادهم. بينما أشارت "الإذاعة الوطنية الأمريكية" (إن بي آر)، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن أوباما سيواجه الكثير من التوترات المتوقعة خلال زيارته إلى السعودية، التي ربما تكون "غير مريحة"، وجزء من مهمته في هذه الرحلة طمأنة السعوديين وجيرانها في الخليج. من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن التركيز سيكون على التوتر العلاقات بين واشنطن التي وصلت إلى أسوأ حالاتها، ومن المرجح تتخذ منحى مختلف من قِبل أي شخص ينتخب في البيت الأبيض في نوفمبر المقبل. بينما رأت صحيفة "واشنطن بوست"، أن النظر بفتور للحلفاء، ترك لأوباما عددًا قليلًا من الأصدقاء خارج البلاد، واعتبرت أنه بالنسبة لشخص يوصي بأهمية الدبلوماسية، والتواصل حتى مع الأعداء منذ فترة طويلة، يمكن أن يكون الرئيس أوباما قاسيًا بشدة على أصدقائه. وأشارت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، أساءَ لمعظم حلفاء الولاياتالمتحدة في الخليج، وهو ما دفعه إلى بدء سلسلة من الرحلات الخارجية لترسيخ تحالفات الولاياتالمتحدة، والمساعدة في تأسيس إرث السياسة الخارجية للرئيس.