اهتمت الصحف الأمريكية بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرابعة للسعودية، ولقائه اليوم بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في محاولة لإصلاح العلاقة مع المملكة. نيويورك تايمز وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن زيارة أوباما تأتي في ظل التوترات بين البلدين بشأن إيران والقتال ضد الإرهاب. وأضافت أن الملك سلمان التقى بالرئيس الأمريكي وتبادلا التحية قبل بدء اجتماع مغلق. وتحدثت عن أن الاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران للحد من برنامج طهران النووي أغضب المملكة، كما أن قرار أوباما عدم تنفيذ ضربات جوية ضد قوات بشار الأسد في 2013م نظر إليه في المملكة على أنه تراجع في وجه عدو لدود، كما غضبت المملكة من تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي مؤخراً لمجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية زعم فيها أن دول الخليج لا تلقي بثقلها لضمان أمن المنطقة. واشنطن بوست من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن أوباما زار المملكة غالباً أكثر من أي رئيس أمريكي سابق. وأشارت إلى أن أوباما التقى اليوم في مستهل زيارته بالملك سلمان وسيشارك غداً الخميس في اجتماع إقليمي مع حلفاء واشنطن العرب في الخليج، وسط تباين حاد بين أوباما وقادة المملكة فيما يتعلق بكيفية تهدئة التوترات الطائفية في المنطقة، وكيفية حل الصراعات في اليمن وسوريا، وكيفية التعامل مع النفوذ الإيراني. واعتبرت الصحيفة أن عدم اليقين بشأن التحالف الأمريكي السعودي أثر على علاقة واشنطن ليس فقط مع الرياض، وإنما مع كل الحلفاء الخليجيين الذين يتطلعون بشكل تقليدي للقيادة السعودية. وذكرت أن زيارة أوباما ستكون جزءاً من جهد مستمر سيمتد في الغالب أثره إلى خليفته لوضع العلاقات مع السعودية على أرضية أكثر صلابة، حيث إن البلدين ما زالا يشتركان في مصالح أخرى واسعة. وأضافت أن إدارة أوباما باعت للسعودية معدات عسكرية بأكثر من 95 مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية، كما أن الاستخبارات السعودية ضرورية لمكافحة الإرهاب. وأشارت إلى أن أموال المملكة وعلاقاتها بالعشائر السنية في العراق ستكون ضرورية لإعادة بناء الموصل، وتحقيق السلام في شمال العراق بعد إخراج داعش منها. ونقلت عن "بروس ريدل" المستشار السابق في السياسة الخارجية لأوباما والمحلل البارز في معهد كارنيجي أن السعودية وأمريكا لن ينفصلا فكل منهما يحتاج للآخر. وول ستريت جورنال أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فتحدثت عن أن أوباما وصل اليوم للرياض في جولة تهدف لطمأنة الحلفاء الخليجيين وتعزيز تركة سياسته الخارجية. وذكرت أن القيادة السعودية الآن تتطلع للرئيس القادم الذي سيأتي بعد أوباما الذي لم يتبق له في السلطة غير 9 أشهر. وأشارت إلى أن بعض مسؤولي إدارة أوباما عبروا عن ثقتهم في أن زيارته ستحدث تقدماً في علاقات الولاياتالمتحدة في المنطقة، إلا أن آخرين شككوا في ذلك خاصة أن الزيارة تستغرق يوماً ونصف يوم فقط. لوس أنجلوس تايمز من جانبها، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي بدأ مهمة حساسة اليوم من أجل تعزيز أهدافه الاستراتيجية في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت تخفيف التوتر مع السعودية، وأي من الهدفين لن يكون تحقيقه سهلاً. وتحدثت الصحيفة عن أنه وبعد 4 عقود من العلاقات الوثيقة بين البلدين التي استندت إلى الرؤية المشتركة للأمن في الشرق الأوسط وحاجة واشنطن للنفط السعودي وقدرة المملكة على استخدام ثروتها الهائلة من أجل الاستقرار الإقليمي أصبح الآن هناك تباين بشأن كل تلك النقاط. وأضافت أن المملكة تعتبر إيران أكبر تهديد أمني لها في المنطقة، وأزعجها بدء إبرام الولاياتالمتحدة الاتفاق النووي مع طهران العام الماضي، في حين أن البيت الأبيض أكثر قلقاً بشأن تهديد "داعش". وذكرت أن تكنولوجيا التكسير والنفط الصخري ساعدت الولاياتالمتحدة على بدء تخفيف اعتمادها على النفط السعودي. وتناولت زيارة الملك سلمان مؤخراً لمصر وتركيا واستعادة جزيرتي تيران وصنافير ورفض اتفاق تجميد الإنتاج النفطي، فضلاً عن تحركات داخلية وخارجية أخرى لتذكير واشنطن بنفوذها وأهميتها وقوتها. صوت أمريكا أما إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا" فنقلت عن مسؤول دفاعي رفيع المستوى أن القضيتين الرئيسيتين خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قبيل وصول "أوباما" للرياض كانتا مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار وهزيمة "داعش". وتحدث "فهد ناظر" المحلل السياسي البارز في "JTG Inc" الأمريكية والمستشار السابق في سفارة المملكة بواشنطن عن أنه وعلى الرغم من الاختلافات الفلسفية إلا أن العلاقة بين البلدين صلبة، مشيراً إلى أن البلدين مستمران في دعم بعضهما بعضاً في الحملات العسكرية التي يقودانها، فالمملكة تسهم في الضربات الجوية ضد "داعش" وأمريكا تدعم الرياض استخبارياً ولوجستياً ضد المتمردين الحوثيين. تليجراف وتناولت صحيفة "تليجراف" البريطانية وصول أوباما اليوم للرياض في زيارة من المتوقع أنها ستعالج التوترات المتنامية بين البلدين. وأشارت إلى أن العلاقات بين البلدين توترت بشكل خاص منذ توقيع واشنطن اتفاقاً نووياً مع إيران. وذكرت أن الملك سلمان لديه القليل من الثقة في أمريكا بشأن التزامها تجاه أمن المملكة، حيث اتهمت الرياض أوباما بالتردد في المشاركة في الحربين بسوريا واليمن، مشيرة إلى أن أوباما جاء للرياض في محاولة لرأب الصدع وسط الخلاف بشأن إيران وسوريا. جارديان وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أنه على الرغم من التصريحات السلبية الموجهة من أمريكا للمملكة إلا أن "بروس ريدل" أشار إلى أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا أبرموا أكبر اتفاقيات بيع سلاح في تاريخهم من السعودية خلال السنوات القليلة الماضية. وتوقع " فريدريك ويري" من مؤسسة كارنيجي أن يقوم الرئيس الأمريكي بتوجيه رسالة طمأنة لدول الخليج من أجل تخفيف بعض التداعيات.