المضحك هو أن ترى إعلانًا يطالبك ويناديك بعقلانية ومنطق ومشاعر وطنية جميلة بترشيد المياه، تسأل نفسك هل أنت المستهدف بالإعلان، وتتراجع قليلا لتكتشف أنه يعنيك ولا يعنيك، وأنه يهمك ولا يهمك، وأنه يناديك وهو لا يعلم أنك تعيش حالة من البؤس مع العطش وشح المياه التي إن جاءت غابت، وإن غابت فرضت عليك أن تذهب خلفها في مطاردة شاقة مع الوايتات التي من حقها أن تعيش على حسابك، ومن حقك أن تدفع للعاملين كامل أتعابهم مع الشكر والتقدير. والجميل في أن الإعلان جاء ليبيع الجهاز على حساب البسطاء وأنه لم يأتِ في الوقت المناسب، وكعادة المياه التي تدير الأمور بطريقتها وتطالب المستهلكين بدفع مبالغ باهظة في فواتير، يبدو أن معظمها مضروبة وخاطئة، والتي أجزم أنها حركت مشاعر غاضبة. نعود للإعلان الذي يعود ويتكرر ليعود الحزن معه قبل أن يبدأ وقبل أن ينتهي تضحك من نفسك عليك، وتبكي على ما يجري في عالمك الذي ما يزال يدير الأمور وهو أبعد عن الحقيقة بُعد السماء عن لأرض، ويصر على أن يتعامل معك بغباء ومعلومة مغلوطة مطالبًا إياك بترشيد الإنفاق. الإعلان مكلف جدًا، والحزن مرهق جدًا، والتعب حين ينسى معاناتك مع (الوايتات) بلونيها يكبر ويكبر، وتكبر معه مآسيك، والصيف قادم، ولهيب العطش لا يطفئه سوى الماء الذي ما يزال قصة وحكاية تعيشها جدة، والهنداوية تشهد، وغياب الماء فيها واقع ينتظر الحسم والحزم، ومتابعة المسئولين عن المياه الذين أتمنى عليهم توفير الماء في كل حي وبيت ومن ثم بعدها يطالبون المواطنين بالترشيد، كما أتمنى عليهم تزويد المواطنين وبشفافية عن أجهزة الترشيد وأسماء التجار، ليتسنى لهم اقتنائها، وكلنا مع الترشيد. (خاتمة) أقدر جدًا دور العلاقات العامة في شركة المياه الوطنية وحرصهم على دعوتي في مناسباتهم، واعتذر إن كنت تأخرت عن الحضور بسبب ظروفي، متمنيًا أن أرى منجزاتهم على أرض الواقع في فرح الناس بها وحديثهم عنها وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] Ibrahim_naseeb@