حرصت الدبلوماسية الإيرانية التي تعمل ليل نهار على خلق العراقيل المتعددة والمختلفة لبلدان الجوار؛ حتى لا يتفوقوا اقتصاديًّا ولا سياسيًّا. وهذا المنطق العدائي ناتج عن عقيدة سياسية معادية ومغلوطة. وإذا كانت إيران تدعي أنها دولة مسلمة، فلماذا لم تتبع منهج الإسلام وما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بحسن معاملة الجار؟! فهاهم جيراننا الإيرانيون يناصرون أعداءنا ضدنا. فهل هذه هي الأخلاق الإسلامية؟! أو هل هذا هو الجزاء الذي يستحقه جيران إيران الذين ساندوها في بداية الثورة وأيدوا الشعب الإيراني؟! هذا النظام لا يستحي بل لا يحترم عقول البشر، ولا يحترم الشرعية الدولية، فهو يدعي بأن من قام بالاعتداء على السفارة السعودية والمتورطين في أعمال التخريب سيقدمون للمحاكمة. فإن صدقت ادعاؤهم فأول من يجب تقديمه للمحاكمة هو الرئيس حسن روحاني وجميع من ألّب وانتقد تنفيذ الأحكام الشرعية في المملكة. وهذا يعني تقديم جميع أعضاء الحكومة الفارسية للمحاكمة. هذا ليس جديدًا ولا غريبًا على حكام إيران؛ فالتاريخ يعيد نفسه، فكما حدث مع سفير ومبعوث الرسول عبدالله بن حذافة- رضي الله عنه- عندما أرسله النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إلى ملك فارس في حينه- كسرى- برسالة تبين له الإسلام وتعرفه به؛ كي يسلم من عذاب الدنيا والآخرة. لكنه لم يكد يستمع إلى هذه الرسالة، ومزقها بحجة أن اسم الرسول قُدِّم في الرسالة على اسمه رغم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسماه عظيم الفرس، ولكن النظرة العنصرية الفارسية للعرب التي بدأها كسرى الذي مزّق الرسالة ومزّق الله ملكه، كانت من باب الكبر واحتقار العرب. وقد تكررت هذه النظرة الصفوية عبر فترات متقطعة من تاريخ الأمة الإسلامية. وهذا التاريخ يكرر نفسه مع ملالي إيران؛ فهم بكل سفاهة وصلف وكبر يعتذرون إلى مجلس الأمن، ولم يعتذروا مباشرةً إلى المملكة. بل بلغ بهم الكبر والنظرة الدونية للعرب أن بدؤوا بتأليب أذنابهم في الدول العربية وتحريضهم على زعزعة الأمن والاستقرار في أوطانهم وإثارة الطائفية وتعزيز الخلافات فيما بين أبناء الوطن الواحد.. وهذا يثبت حقد إيران على جيرانه؛ فهي تثير الفتن وتحرص على عدم استقرار دول الجوار. ولكن الأيام دويلات، وقد أثبت العرب قدرتهم على تجاوز الصعوبات، وسيأتي اليوم الذي يستيقظ فيه العرب ويجعلون إيران تندم على ما ساهمت به من دمار وعدم استقرار في المنطقة. * عضو مجلس الشورى