تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في 23 سبتمبر من كل عام؛ تخليدًا وذكرى توحيد مسمى الدولة، عندما أصدر المغفور له الملك عبدالعزيز قرارًا ملكيًّا في 23 سبتمبر 1932 ميلادي بتغيير مسمى الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وبهذا المرسوم توحد مسمى الدولة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- الذي وحّد مناطق المملكة بفتوحاته وانتصاراته على معالم الجهل والفقر؛ فقد ضم أجزاء الوطن ووحّد كيانه وأصبحت عاصمته الرياض، آخذًا بمبدأ التوحيد أولًا، ثم الحكم والعدل ثانيًا، ومنها انطلق المؤسس في توحيد الوطن وقيام الدولة كاملة الأركان والسيادة، وتعاقب حكامها المخلصين من أبنائه الملوك على حمايتها ورعاية مواطنيها ومقدساتها الإسلامية؛ فهي قبلة المسلمين الأولى؛ وبالتالي تشرف حكامها بخدمة بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف. وحرصوا على بنائها وتطورها وفق مراحل متعددة عكست الصورة الحقيقية للعالمين العربي والإسلامي، ونمت ثقة العالم الآخر بأن المملكة هي القائد الحقيقي بفكرها السياسي وبناء نواتها الأولى وجمع شتات الناس ليكونوا لحمة واحدة تحت قائد واحد وبطريقة متناهية اجتمع فيها الولاء والطاعة، حيث أجمعوا على كلمة التوحيد والعدل القائم على أسس متينة، وأن العدل أساس الملك،. ومن تلك المبادي السامية اجتمعت الأمة على عدله، ومنها قامت الدولة على أركانها وفرض سيادتها عبر هذه الحقبة التاريخية والمسيرة الوطنية التي نحتفل بها اليوم جميعًا بكافة شرائح المجتمع والعالم من حولنا بذكرى التسعين، وما يحمله من أحداث وملاحم بطولية وتاريخية يستلهم الجميع وحدة الأمن والاستقرار والنماء والبناء. واستمرت مسيرة الوطن حتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما جميعًا؛ حيث أصبحت المملكة عالمًا آخر، بل دولة عظمى يفتخر بها الجميع وبقيادتها وبأبنائها الذين بذلوا جل جهدهم في خدمة دولتهم والعالم أجمع. ألا يحق لنا أن نفخر بقيادتنا الحكيمة ونذكر ما سطره التاريخ للملك عبدالعزيز ورجاله لكي يستلهم أبناؤنا قبل 90 عامًا؟! أين كنا وكيف صرنا اليوم، ونحن ننعم في ظل قيادة حكيمة؟! وبنظرة ثاقبة أصبحت المملكة قوه اقتصادية منافسة، ومؤثرة عالميًّا، تسعى لتحقيق رؤيتها 2030 التي بدأ بها سمو ولي العهد وفق توجيه الملك- حفظه الله- لما تحمله من تطور مزدهر يشمل كافة الأصعدة الإستراتيجية؛ مما جعلنا قوة مؤثرة لاستقرار الأمن والاقتصاد العالمي، بل قوة ضاربة لمحاربة الإرهاب في شتى بقاع الأرض في الداخل والخارج، بل أصبحنا الآن وبعد التحول الوطني وانطلاقة الرؤية 2030 أحد العوامل المهمة لرؤية المملكة، وسبق ذلك بأننا الدولة القائدة والمؤثرة اقتصاديًّا في مجموعة دول العشرين G20، ثم رأينا كيف استطاعت المملكة التعامل مع الجائحة العالمية لفيروس كورونا Covid19 منذ بداية انتشاره، وما أصدرت القيادة من قرارات واحترازات صحية، إضافة إلى دعمها للكثير من المنشآت من إمكانيات مادية ومعنوية لأجل سلامة موطنيها في الداخل والخارج، بل استطاعت في ظل الجائحة مد جسور المساعدة الخارجية، والعاجلة لكثير من الدول عبر برنامج الملك سلمان للأعمال الإنسانية، ناهيك عن ما تحملت من أعباء وتكاليف لمساعدة الدول الشقيقة والمجاورة للحد من معاناتهم، فأصبحت بمقوماتها ذات أهمية إقليمية وعالمية محبة للسلام ومحافظة على الأمن والاستقرار.. حفظ الله المملكة وقيادتها ومواطنيها، ودام عزها وفخرها للوطن والمواطن، كما قدر لها: حكمة مؤسس وهمة ملك.