تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء ولي العهد وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في طليعة زيارته العربية لتأكيد العلاقات المتينة الأخوية الاستراتيجية بين الشعبين الشقيقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات والتي تعد أنموذجاً مميزاً في العلاقات البينية بين الدول وصورة مشرقة لوحدة المصير المشترك والتطلعات المستقبلية للشعبين والقيادتين الحكيمتين تجلت هذه العلاقة في التنسيق الدائم بين قيادتي البلدين في كل ما يهم الشعبين والأمتين العربية والإسلامية والعلاقات الدولية الآنية الأمر الذي نتج عنه وحدة الرؤى المشتركة في جل القضايا التي تهم البلدين على جميع الأصعده السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية مما أوجد قوة إقليمية كان لها الأثر البارز والإيجابي في التعاطي مع قضايا المنطقة من الصراع في اليمن والقضية السورية والليبية وملف الإرهاب والتغول الإيراني في الوطن العربي ومواجهة التطرف ودعوات العنف وزعزعة الأمن الذي يسعى للنيل من أمن وسلام المنطقة مما انعكس ايجاباً على تجنيب المنطقة وشعبي الدولتين الشقيقتين الكثير من الآثار السلبية التي أفرزتها هذه الحروب والأزمات. ولا شك أن حكمة وبصيرة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بطل الرؤية الطموحة وأخويه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي وهما بطلا رؤية دولة الإمارات الطموحة قد تلاقت وتمازجت لتنطلق سوية بشعبي الدولتين وشبابها نحو أفق رحب من التقدم والتطور الذي يعانق السماء وليسطر ملحمة تطورية وقودها الشباب ومادتها العلم والتقنية والنظرة المستقبلية التي جعلت العالم يقف إعجاباً وتقديراً لهذه الرؤى الطموحة التي ستنقل البلدين الشقيقين إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً ، ومع هذه الجهود الطموحة على المستوى المحلي نرى قادة البلدين الشقيقين مدعومين ومؤازرين من شعوبهم لا يغفلون هموم ومشاكل الوطن العربي والعالم الإسلامي حيث رأينا أن السعودية ودولة الإمارات تقودان التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وتخليص البلاد من انقلاب مليشيا الحوثي الإيرانية وإعادة الشرعية المعترف بها دولياً وفق القرار الأممي 2216. إلى جانب العمل الإنساني الضخم الذي ليس له مثيل على مستوى العالم المتمثل بالدعم المالي والإغاثي لهذا البلد والمتمثل بالدعم المالي الذي فاق 20 مليار دولار لكافة القطاعات الخدمية والمالية اليمنية إضافة إلى الجسور المتواصلة من مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لدعم وإنماء اليمن والهلال الأحمر الإماراتي التي أوصلت المساعدات والمواد الإغاثية لكل بيت يمني. كما شاهدنا الموقف المشرف للبلدين الشقيقين من أزمة الشعب السوري وكيف تم الوقوف مع هذا الشعب سياسياً ومالياً واجتماعياً مما خفف من معاناته ضد نير البطش والعدوان الأسدي وميليشيات إيران الإرهابية ويمتد هذا العطاء اللامحدود على مستوى العالم من القارة الأفريقية إلى معاناة شعب الروهينجا المسلم في ميانمار وأفغانستان وحيثما وجد المسلمون والمحتاجون والمهجرون والمنكوبون نجد الأيادي الحانية والبلسم الشافي يأتي من مملكة الحزم وبلاد زايد الخير ليصل لكل محتاج ومستحق دون النظر إلى دينه أو مذهبه أو جنسه. السعودية والإمارات تتحالفان على الخير ونصرة قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الأم وهي فلسطين، حيث كانت الشقيقتان صوت الحق الذي يصدح على كل منبر بوجوب عودة الحقوق للشعب الفلسطيني المشرد والمحتل. إن هذه الزيارة الأخوية ستعزز وتكرس الوحدة بين البلدين وتعطي مزيداً من التنسيق والدعم لكل ما من شأنه رفعة الأمة ونصرتها. ونعتقد أنه ليس شعبا البلدين فحسب بل جميع الشعوب العربية تتطلع إلى هذه الزيارة وما يتبعها لسمو ولي العهد بكل فخر واعتزاز فهي ستعود بالنفع على شعبي البلدين وشعوب المنطقة العربية والإسلامية والعالم أجمع لا سيما وهي لمهندس رؤية 2030 التي يتطلع لها العالم بكل اهتمام وحرص لما سيعود على هذا العالم من خير ونفع على جميع الأصعدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً مما سيعزز ويوطد الأمن والسلم العالميين، حفظ الله سموه في حله وترحاله. كاتب ومحلل سياسي وخبير استراتيجي.