من الرياض إلى أبو ظبي، ومنها إلى المنامة، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تمضي جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع. وبينما تترقب عواصم عربية أخرى من بينها القاهرة، هذه الزيارة المهمة، تمثل مشاركة سموه في قمة العشرين التي تعقد يوم 30 نوفمبر الجاري في بوينس أيرس بالأرجنتين، محطة سياسية واقتصادية تاريخية، حافلة بالعطاء السعودي للعالم، من جهة، وجذبا للاستثمارات العالمية للمملكة من كل الجهات. وكعادتها تحرص المملكة على تنسيق الجهود، وتوحيد المواقف، قبل تمثيلها المشرف للأمة العربية في كل المحافل الدولية وفي مقدمتها مجموعة العشرين التي باتت الرياض محورًا لها، بما تمتلكه من رصيد سياسي اقتصادي كبير، وحجم استثمارات ضخم، وقدرة فائقة على استقرار الأسواق العالمية. محمد بن زايد: شراكة وثيقة ومثمرة بين الإمارات والمملكة ترتبط السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، قدم منطقة الخليج نفسها، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك. من هذا المنطلق حرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يستهل جولته العربية بزيارة إلى دولة الإمارات الشقيقة لتنسيق المواقف السياسية وتعميق العلاقات الثنائية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية، ومواجهة التحديات التي تحيط بمنطقتنا العربية والشرق الأوسط بالإضافة إلى دفع العلاقات الاقتصادية والسياسية لمزيد من آفاق التعاون المشترك. وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد بزيارة سمو ولي العهد لدولة الإمارات العربية المتحدة، ما تتميز به العلاقات الأخوية التاريخية المتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، فيما عبر سمو ولي العهد عن شكره لسمو ولي عهد أبوظبي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وخلال اللقاء، تم خلال الجلسة استعراض أوجه التعاون الإستراتيجي بين البلدين وفرص تطويره، في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مجمل الأحداث والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال إن الزيارة فتحت آفاقا واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة تنتظر الإمارات والسعودية وأن الإمارات ستظل على الدوام وطنا محبا وسندا وعونا للسعودية، وأضاف «نعتز بعلاقاتنا التاريخية المتجذرة مع السعودية». ملك البحرين: التضامن.. خيار لا حياد عنه وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأ الأمير محمد بن سلمان زيارته لمملكة البحرين الشقيقة، لتنسيق العلاقات الأخوية وبحث مستجدات الأحداث في المنطقة. ومما يجسد حرص قيادات البلدين على تبادل الدعم السياسي والاقتصادي، وثبات العلاقة الأخوية التاريخية الوثيقة بين بلدينا وشعبينا والتي تزداد نموًا وقوة، يومًا بعد يوم على مختلف الأصعدة وفي المجالات كافة ، والتي تجمع البلدين على موقف واحد وبقلب رجل واحد. وكان ملك البحرين الملك حمد بن عيسى جدد تضامنه ومساندته المطلقة للمملكة العربية السعودية، البيت الكبير والجامع للعالم العربي والإسلامي بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، مؤكدًا أن هذا التضامن هو صمام الأمان الذي يثبت جدواه على مر التاريخ، وهو خيار لا حياد عنه ووجب الالتزام به للمحافظة على مكانة الدين ووحدة الصف وسلامة أوطاننا المتطلعة والملتزمة بأصول التعايش المشترك ونشر وترسيخ السلام بين شعوب العالم أجمع مصر: القاهرةوالرياض جناحا الأمن القومي العربي إلى ذلك، تترقب القاهرة زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في ظل تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أهمية تقوية العلاقات السعودية المصرية بقوله: «إن السعودية ومصر هما دعامتا الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وعلى أكتافهما تقع مسؤولية دفع العمل العربي المشترك، كما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على متانة العلاقات المصرية السعودية بقوله: «إن مصر والسعودية جناحا الأمن القومي العربي ومعًا نستطيع مجابهة التحديات.. ولن ترونا إلا معًا»، ليعيد الزعيمان للأمة العربية دورها السياسي الفاعل في حل المشكلات العربية والتحديات التي تواجهها، وتقوية درعها الأمني في حماية مكتسبات الشعوب العربية والحفاظ على أمنها واستقرارها. وجاء المجلس التنسيقي السعودي المصري، ردًّا على ما تتعرّض له المنطقة العربية من تهديدات، والذي يمثل رمانة الميزان في الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة. ويتولّى تنسيق مجمل العلاقات بين الرياضوالقاهرة، على مختلف الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والأمنية؛ لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في الملف الاقتصادي، والقضايا العربية المشتركة.