انطلقت مساء أمس فعاليات الملتقى الثقافي الرمضاني الأول الذي ينظم بالشراكة بين نادي أبها الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بمعرض للفنون البصرية " وفاء " بمشاركة عدد من الفنانين والفوتغرافيين إضافة لورشة للخط العربي. وبدأت أولى الفعاليات بمسامرة للشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط محافظ خميس مشيط الأسبق أدارها رئيس النادي د. أحمد بن علي آل مريع، والذي أكد في تقديمه للضيف حرص الملتقى على لقاء رواد العمل الوطني بالجمهور لعرض تجاربهم وتوثيق خبراتهم وبناء علاقة تكاملية بين الرائد والمهتم لتحقيق بعد وطني واجتماعي وثقافي. وأضاف أن هذا العمل يجري بتنسيق وتكامل أدوار مع الشريك في التنظيم جمعية الثقافة والفنون لتكون أولى الفعاليات بمسامرة مع رجل من رجالات الدولة عبدالعزيز بن مشيط فكان خياراً جمع بين الخدمة الوطنية والريادة الاجتماعية والخبرة العملية الممتدة لحوالي 45 عاماً حفلت بالتحولات والنجاحات. ثم تحدث الشيخ عبدالعزيز بن مشيط عن سيرة حياته والتي بدأت في سلك التعليم حيث عمل معلماً بمدرسة ذهبان حتى كتب والده للملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمهما الله- بطلب لعمل إمارة في بلاد شهران تحمل اسم إمارة شهران، وبعد صدور موافقة صاحب الجلالة وتسميته لوالدي أميراً عليها في عام 1381ه كلفني بمهامها لكبر سنه واعتذار أخي الأكبر عنها لظروف عمله، وبقيت في ذات العمل حتى تحولت إلى محافظة خميس مشيط وتقاعدت عام 1427ه ". واستعرض بن مشيط جملة من صفحات الذكريات عبر كتاب توثيقي عنوانه " الشيخ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط في ذاكرة التاريخ " قام بإصداره يهتم بسيرة والده وقبيلة شهران العريضة شملت تعريفاً بتحولاتها وتطوراتها الاجتماعية والاقتصادية معتزاً بحديث مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه عن والده الشيخ سعيد بن مشيط " هذا الأخ المخلص شيخ شهران العريضة، وقف معنا منذ البداية، وهم نعم الأخ والصديق المخلص ". وبين ابن مشيط أن الزمن الماضي عرف بعمق العلاقات واتساع المعرفة بين الناس تماسك المجتمع لقلة العدد وتقارب المساكن لافتاً أن الخميس تطورت من قرى متناثرة على الوادي من أحد رفيدة إلى الغرابة لتكون اليوم رابع منطقة تجارية سعودية وأوضح أنه عاش تغييرات كبيرة مع بدء توافد جاليات عربية للعمل ثم شرق آسيوية ساهمت وأعانت في التطور والتنمية للمملكة ولخميس مشيط بشكل خاص لتشهد تطوراً متواصلاً حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهدة الأمير محمد سلمان لتصبح وجهة حضارية كبرى. وتطرق ابن مشيط للحركة التعليمية في المنطقة التي بدأت خجولة لتكون اليوم بجامعة وكليات متنوعة ومنتشرة واسترجع الضيف الذكريات الرمضانية التي عايشها من خلال عاداته وتقاليده والسفرة البسيطة التي تركز على البر والسمن والعسل وتناول الأحداث الاجتماعية وأحداث الأمطار التي خلفت سيول جارفة مطلع الثمانيات ونهاية التسعينيات الهجرية. بعد ذلك بدأت المداخلات حيث بيَّن د. غيثان بن جريس أستاذ التاريخ في جامعة الملك خالد أن الكتاب التوثيقي لسيرة والد الضيف قد قام بمراجعته وتدقيقه في طبعته الثانية، حيث احتوى على أكثر من 140 وثيقة هامة تصدى لدراستها 3 أستاذة ومهتمين من 3 جوانب الأول الجانب اللغوي ثم الجانب السياسي والعسكري وأسلوب الحكم والإدارة فيما تناول الجانب الثالث الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية. ثم داخل د. سعد عثمان ود. علي الشعبي وحسين آل زلفة ومشبب آل حسان وبشير الفقيه بعدد من المحاور تناولت التنمية والتعليم في محافظة خميس مشيط متطرقاً للجنة أهالي منطقة عسير والتي تولى رئاستها طيلة 30 عاماً كاشفاً أنها تمتلك رصيداً مالياً جيداً لكن أوقفت أعمالها بناء على توجيه رسمي على أنه يجري العمل حالياً لإعادة ممارسة عملها. وفي ختام الأمسية تسلم الشيخ عبدالعزيز بن مشيط تكريماً من نادي أبها الأدبي سلمه د. سعد بن عثمان وتكريم مماثل من جمعية الثقافة والفنون سلمه مديرها أحمد بن إبراهمي السروي.