استطاعت تشيلي ان تقوم بالعصرة الثانية للزيتون الأسباني .. فبعد الألم أمام هولندا أصابها الوجع من ذلك اللقاء .. أسبانيا التي كان يقال أنها لا تقهر هاهي اليوم قهرت وذلت من فريق متوسط .. عقول الأسبان كانت في أنديتهم وليست في المنتخب فكانوا يلعبون بقلوب ساهية ، وعقول غائبة .. وهاهي تصف ضمن الفرق التي هزت بنتائج كبيرة في كأس العالم .. والعبرة هنا ان الارتفاع و "شوفة الحال" بعده ارتطام على "الجبهة" . باكستان تشارك في كأس العالم ككل مرة .. فتلك الكرة التي ابتكرتها شركة أديداس، صنعت في سيالكو شرق باكستان على يد عمال شركة "فورورد سبورتس" حيث تمت خياطتها ، وحياكة جلدها ، وصناعتها بجودة ، و بهذا الشكل الأنيق تم في باكستان التي تشارك العالم بهذا الأمر .. جميل ان تشارك دولة لا تشارك ويكون حضورها من خلال عبقرية الصناعة والتفرد بهذا الإنتاج .. فلسفة ، وأسلوب اللعب ، وطريقته ، وفنياته في هذه البطولة هو أمر باهر وعجيب جدا حيث غاب اللعب التقليدي والمعتاد الذي كنا نتابعه في السابق .. ولأول مرة يلاحظ من لديه فكرة لو بسيطة عن طرق اللعب .. يلاحظ ان جميع الفرق تلعب بفنيات وتقنيات وأساليب مختلفة تراوحت بين اللياقة المرتفعة " والركض المستمر " ، والسرعة الشديدة ، القوة في التلاحم ، التمريرات الطويلة ، ارتفاع درجة التركيز الذهني ، الروح العالية ، والتكتيك المنضبط ، الشمولية في اللعب.. فيلاحظ غياب المهارة ، واللعبات واللمسات المهارية أو "التيك تاك " التي كانت تلعب به إسبانيا رأينا استراليا ، واليابان أيضا ومعه كوريا تعاني .. فتخيلت منتخبنا يلعب في هذه النسخة من بطولة كأس العالم وأحسست أننا سنأكل "خوابير" وما راح نأكل " عيش" مع تلك الفرق بطريقة لعبها الجديدة .. مقارنة بطريقة لعب منتخبنا البطيئة ، وقدرات لاعبيه البليدة ، وفكرهم الشارد ، وروحهم الباردة .. لذا لابد ان نعيد حساباتنا جيدا فالامر يحتاج إلى صياغة فلسفة ، وبناء فريق قوي ومهاري وشامل ، وسريع فالاستحقاقات القادمة لنا قد نعاني فيها بسبب أن الفرق الأخرى لم تتفوق علينا فقط بل تجاوزتنا بمراحل كبيرة .. عبد العزيز اليوسف