طالب الكاتب في صحيفة عكاظ مشعل السديري بعدم إغلاق المحال التجارية أثناء الصلاة وذلك تزامناً مع ترقب قرار إغلاق المحال التجارية الساعة التاسعة مساءً. وقال السديري: إن الموضوع الشائك هو ما تلوكه الألسن الآن، وما تحبره أقلام الكتبة والمجتهدين، وكل منهم يدلي بدلائه، ألا وهو: (إغلاق محلات البيع في التاسعة مساءً)، وأثرها على المجتمع. واعتبر أن هذا القرار لو طبق لحدث له تبعات كثيرة بعضها إيجابي وبعضها سلبي. ورأى الكاتب أن المعضلة ليست في ذلك، فالكثير من دول العالم تنهج هذا النهج، بل إن بعض الدول الأوروبية لا تسمح بالبيع حتى بعد السادسة مساء وليس التاسعة غير أن لنا خاصية غير مسبوقة ولا مطبقة في أي دولة من دول العالم، وهي أن المصالح والبنوك والدوائر الحكومية كلها يفرض عليها أن تغلق أبوابها أربع مرات في اليوم لأداء الصلاة جماعة. وأردف الكاتب السديري قائلاً: ومن المؤكد والحالة كذلك أن ملايين ساعات العمل تضيع هدراً، وهذا فيه خسارة (منظورة وليست غير منظورة) على البلاد والعباد، ومن يقول غير ذلك إما أنه جاهل أو أنه مراءٍ أو أنه (جايب العيد). وبيّن الكاتب أن المشكلة الأدهى والأمر أن بعض المحتسبين هداهم الله يتمسكون ببعض الأحاديث التي فيها (قولان) ضاربين عرض الحائط بالقول الصريح الواضح الذي جاء في محكم الكتاب والذي نص تحديداً في قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ (الْجُمُعَةِ) فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (وَذَرُوا الْبَيْعَ) ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»، فهل في ذلك بعد الآن من تشكيك ؟!. وأضاف: ذكر مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقته مكةالمكرمة السابق الشيخ الدكتور (أحمد قاسم الغامدي) عندما سئل عن حكم إغلاق المتاجر وقت الصلاة؟! فأجاب: هناك فرق بين إقامة صلاة الجماعة في الناس وبين إقامة الناس في صلاة الجماعة فإقامة الجماعة في الناس فرض من الفروض على ولي الأمر ولتحقيق ذلك تبنى المساجد ويرفع الأذان، ويحث الناس عليها أما إقامة الناس في صلاة الجماعة فمسألة اجتهادية اختلف العلماء في حكمها. واستطرد السديري قائلاً: عن أهل العلم المتقرر عدم جواز الإنكار في المسائل الاجتهادية وفي هذا كفاية فإن إقامة الناس في صلاة الجماعة من تلك المسائل الاجتهادية التي اختلف العلماء فيها، منهم من قال بوجوب الجماعة ومنهم من قال بغير ذلك والأكثرون قالوا إنها سُنّة، انتهى.. فما دامت أنها سُنّة، والأغلبية قالوا بذلك، (فيدُ الله مع الجماعة). وتساءل: لماذا نحن بالذات نشذّ عن بقية دول العالم الإسلامي وعدد سكانها ما يقارب (1500) مليون، ونحن مجرد (20) مليوناً؟!، يعني كلهم غلط، ونحن الوحيدون الصح!!. وختم قائلاً: لا أريد أن أخوض في (المهازل) التي تحدث في الأسواق أوقات إغلاق المحلات أثناء الصلاة، فكل من يقرأ كلامي هذا الآن، هو يشاهدها عياناً بياناً جهاراً.. وإنني أبرأ لله أن أكون من الظالمين.