الموضوع الشائك الذي أنا بصدده اليوم، هو ما تلوكه الألسن الآن، وما تحبره أقلام الكتبة والمجتهدين، وكل منهم يدلى بدلائه، ألا وهو: (إغلاق محلات البيع في التاسعة مساء)، وأثرها على المجتمع. ويبدو أن هذا القرار لو طبق لحدث له تبعات كثيرة بعضها إيجابي وبعضها سلبي. المعضلة ليست في هذا، فالكثير من دول العالم تنهج هذا النهج، بل إن بعض الدول الأوروبية لا تسمح بالبيع حتى بعد السادسة مساء وليس التاسعة. غير أن لنا خاصية غير مسبوقة ولا مطبقة في أي دولة من دول العالم، وهي أن المصالح والبنوك والدوائر الحكومية كلها يفرض عليها أن تغلق أبوابها أربع مرات في اليوم لأداء الصلاة جماعة. ومن المؤكد والحالة كذلك أن ملايين ساعات العمل تضيع هدرا، وهذا فيه خسارة (منظورة وليست غير منظورة) على البلاد والعباد، ومن يقول غير ذلك إما إنه جاهل أو إنه مراءٍ أو إنه (جايب العيد). المشكلة الأدهى والأمر أن بعض المحتسبين هداهم الله يتمسكون ببعض الأحاديث التي فيها (قولان) ضاربين عرض الحائط بالقول الصريح الواضح الذي جاء في محكم الكتاب والذي نص تحديدا في قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم (الجمعة) فاسعوا إلى ذكر الله (وذروا البيع) ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون»، فهل في ذلك بعد الآن من تشكيك ؟!. ومثلما ذكر مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقته مكةالمكرمة السابق الشيخ الدكتور (أحمد قاسم الغامدي) عندما سئل عن حكم إغلاق المتاجر وقت الصلاة؟! فأجاب: هناك فرق بين إقامة صلاة الجماعة في الناس وبين إقامة الناس في صلاة الجماعة فإقامة الجماعة في الناس فرض من الفروض على ولي الأمر ولتحقيق ذلك تبنى المساجد ويرفع الأذان، ويحث الناس عليها أما إقامة الناس في صلاة الجماعة فمسألة اجتهادية اختلف العلماء في حكمها. عن أهل العلم المتقرر عدم جواز الإنكار في المسائل الاجتهادية وفي هذا كفاية فإن إقامة الناس في صلاة الجماعة من تلك المسائل الاجتهادية التي اختلف العلماء فيها، منهم من قال بوجوب الجماعة ومنهم من قال بغير ذلك والأكثرون قالوا بأنها سنة، انتهى. فما دامت أنها سنة، والأغلبية قالوا بذلك، (فيد الله مع الجماعة)، ولماذا نحن بالذات نشذ عن بقية دول العالم الإسلامي؟!، وعدد سكانها ما يقارب (1500) مليون، ونحن مجرد (20) مليونا؟!، يعني كلهم غلط، ونحن الوحيدون الصح!!. لا أريد أن أخوض في (المهازل) التى تحدث في الأسواق أوقات إغلاق المحلات أثناء الصلاة، فكل من يقرأ كلامي هذا الآن، هو يشاهدها عيانا بيانا جهارا.. وإنني أبرأ لله أن أكون من الظالمين.