منذ أكثر من 14 قرنًا حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصيام مؤكدًا أن به فوائد صحية جمة. وقد كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد، أن الصيام المتقطع يمكّن الجسم من البقاء أصغر سناً، ويساعد على تمديد العمر وتحسين الصحة بشكل عام. وكانت نتائج الدراسات السابقة متضاربة حول فوائد الصيام ومضاره، إلا أن دراسة هارفارد الجديدة تفسر أخيراً كيفية إبقاء الصيام المتقطع للجسم “شاباً” على مستوى الخلايا. ووجد الباحثون أن تقييد النظام الغذائي مؤقتاً يحافظ على توازن الميتوكوندريا، وهي جزء مهم من الخلايا، وهذا بدوره يساعد على تحسين فترة ونوعية الحياة. ويعتمد هذا النوع من الحمية عدد كبير من المشاهير مثل بينيديكت كومبرباتش وبيونسيه وغيرهم، من خلال اتباع الصيام المتقطع أو ما يعرف بالنظام الغذائي “5:2″، والذي ينطوي على اتباع نظام غذائي دون قيود لمدة 5 أيام في الأسبوع، مقابل صيام اليومين المتبقيين أو تناول سعرات حرارية أقل بكثير مما هو مطلوب يومياً. وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الصيام المتقطع لا يساعد فقط على فقدان الوزن، بل يعمل على مكافحة آثار الشيخوخة والحماية من بعض الأمراض مثل أمراض القلب وضغط الدم وألزهايمر، وقد أثبتت الدراسة أيضاً أن هذه الحمية كانت مرتبطة بإطالة العمر. وفي العام الماضي، أكدت أبحاث جامعة نيوكاسل الدور المهم للميتوكوندريا في شيخوخة الخلايا البشرية، وبالتالي شيخوخة أجسادنا. وتقوم الميتوكوندريا بواسطة الإنزيمات الموجودة فيها بتفاعلات كهروكيميائية لإنتاج الطاقة الحرارية من مكونات الغذاء، وخاصة الكربوهيدرات والأحماض الدهنية، وبذلك تمد الجسم بالطاقة. ووجد الباحثون أن الصوم المتقطع ساعد على تنسيق أنشطة الميتوكوندريا مع البيروكسيسومات، وهي أجزاء من الخلية لها تأثير مضاد للأكسدة وتساهم في طول العمر. ومن خلال الفهم الجديد لكيفية تأثير الصيام المتقطع على الخلايا، فإن ذلك قد يكون المفتاح لاكتشاف العلاجات التي يمكن أن تكون مفيدة لتمديد العمر المتوقع والحفاظ على الجسم أصغر سناً.