طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح آل طالب المسلمين بمراجعة حالهم، مشيرا إلى أن الأمم لا تصاب من الخارج إلا بعد أن تصاب من الداخل. وأضاف آل طالب أن في ثرى سوريا وعلى مسامع العالم وتحت بصره تتلو المجزرة المجزرة، ويسيل الدم على إثر الدماء ولا يزال النظام الجاثم على أرض سوريا الدخيل في جسدها يرتكب المذابح والقبائح ويتفنن في ارتكاب المجازر، لأسباب واهية وأعذار مصطنعة في حين أن دافعه الحقيقي هو خشية العدو المجاور في وجود السلاح في أيد متوضئة فأهدرت دماء السوريين فأزهقت نفوسهم بين عدوين معتد داخلي ومحتل خارجي. وقال فضيلته إن الأمم لا تكون كذلك بغير تحمل أبنائها مسؤولياتهم واستعداد الشباب والناشئة للتضحية والعطاء مما يجعلنا نتبين خطورة إهمال الناشئة وعدم تربيتهم على الجد واستشعار المسئولية، موضحاً أن الوهن والضعف الذي تعاني منه أمتنا اليوم سببه حب الدنيا والركوض إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف أو فوات الحضور. وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين، “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا”، موضحا أن هذه الآية تحكي حال الأمم والمجتمعات ومالها, حين تجعل الترف ثقافتها وطريقة همها وبلوغ أقصى درجاته مقصدها , بمعنى أن ألامه التي تغرق في الترف , وتبطرها الرفاهية وتسعى وراء غرائب اللذات تتزعزع أخلاقها تذوب قيمها وتنسلخ من مبادئها وتنسى الله والدار الآخرة وتدب فيها عوامل الانهيار”. وبين فضيلته أن في التاريخ دروس وعبر تبين أن الخلود إلى الترف والبذخ والانغماس في الملذات يجعل الأمة في حال اضطراب وتذبذب وضعف ، وتتسارع الوتيرة حين تستهزئ بالدين وترد تعاليمه وأحكامه ، المترفون هم الذين وقفوا للدعوة بعد نوح عليه السلام قال تعالى : (قال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون),وبعد بعثت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان له النصيب الأوفر من التكذيب والعناد,هذا هو موقف المترفين بينه القرآن .