قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح آل طالب المسلمين:"إن الناظر في حال الأمم يجد أن ما من أمة ترقت في مراتب المجد وسطرت اسمها على صفحات التاريخ إلا كان وراءها عمل كبير وتضحيات جسام وبذل للجهد في كل الميادين". وأضاف في خطبة الجمعة أمس :" بأن الأمم لا تكون كذلك بغير تحمل أبنائها مسؤولياتهم واستعداد الشباب والناشئة للتضحية والعطاء مما يجعلنا نتبين خطورة إهمال الناشئة وعدم تربيتهم على الجد واستشعار المسئولية " موضحاً بأن الوهن والضعف الذي تعاني منه أمتنا اليوم سببه حب الدنيا والركوض إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف أو فوات الحضور. وبيّن الدكتور آل طالب أن الإغراء للشهوات والملذات والفن الرخيص والملهيات لهي المخدرات التي تعيق مسيرة الأمة نحو مراتب العزة والكرامة، مشيراً فضيلته إلى أنه طال التيه الذي تعيشه الأمة وامتدت مأساتها وقال :" لقد رأينا في المئة عام السالفة سرعة نهوض أمم بعد كبوتها وتتابع عافيتها بعد نكباتها وقد لاقت حروبا وفتنا وليس هذا تعجب في الغرب ولكن استغراب من حال الشرق الذي يفتن في السنة مرة أو مرتين ثم لا يتوبون أو يتذكرون. وقال :" إن جمع الدنيا وعتادها ليس سبيلاً خالصا للعز والكرامة فقد يستطيع العرب جمع الدنيا من كل مكان، لكنهم لو أداروا ظهورهم لتعاليم الدين ثم جمعوا سلاح المشرق والمغرب فلن يدركوا به إلا ذل الدهر، فليس أمام المسلمين إلا طريق واحد وهو العودة إلى الإسلام ظاهرا وباطنا وطريق الشرف والكرامة أساسه أن يعرف المسلمون بما كانوا أمة وكيف صار لهم في التاريخ وجود". وأضاف :" علينا مراجعة حالنا وأنفسنا أولًا، وإن الأمة لا تصاب من الخارج إلا بعد أن تصاب من الداخل، وفي ثرى سوريا وعلى مسامع العالم وتحت بصره تتلو المجزرة المجزرة، ويسيل الدم على إثر الدماء، ويطفئ النظام شموع الحياة في أجساد عشرات الألوف من السوريين ويشرد الملايين ويوهن الشعب وينسف تراث الحضارات ويتعمد حرق المكتبات مما يعني انقطاع ذلك النظام الآثم عن أي خيط يربطه بالإنسانية فلا الدين يعنيه ولا الحضارة تستهويه ولا صراخ الأطفال يحرك ساكنا فيه، فلم يزل النظام الجاثم على أرض سوريا الدخيل في جسدها يرتكب المذابح والقبائح ويتفنن في ارتكاب المجازر ويعاونهم في ذلك أخوة المعتقد ورفاق العداء للعرب والمسلمين، فقلة يبيدون كثرة وشرذمة متسلطون على أمة فيذبح خمسمائة أكثرهم من الأطفال والعالم يرى ما يستدعي التدخل والإمداد بالسلاح لأسباب واهية وأعذار مصطنعة في حين أن دافعه الحقيقي هو خشية العدو المجاور في وجود السلاح في أيد متوضئة فأهدرت دماء السوريين فأزهقت نفوسهم بين عدوين معتد داخلي ومحتل خارجي وتتساقط قيم المنظمات والأمم التي تقدم نفسها على أنها حامية للإنسان أو ناصرة للضعيف وهى تشاهد هذه المشاهد المروعة والأخبار المؤسفة ثم لا تحرك ساكنا.