أوصى إماما الحرمين الشريفين، في خطبتي الجمعة، أمس، المسلمين بالبعد عن الملذات والشهوات والفن الرخيص والخلود إلى الترف والبذخ. وقال الشيخ الدكتور صالح آل طالب، في خطبته في المسجد الحرام: «إن الناظر في حال الأمم يجد أن ما من أمة ترقت في مراتب المجد وسطرت اسمها على صفحات التاريخ، إلا كان وراءها عمل كبير وتضحيات جسام وبذل للجهد في كل الميادين»، مضيفا أن «الإغراء للشهوات والملذات والفن الرخيص والملهيات لهي المخدرات التي تعوق مسيرة الأمة نحو مراتب العزة والكرامة». واستطرد قائلا: «إن الوهن والضعف الذي تعاني منه أمتنا اليوم سببه حب الدنيا والركوض إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف أو فوات الحضور». مبينا أن جمع الدنيا وعتادها ليس سبيلا خالصا للعز والكرامة، وقال: «ليس أمام المسلمين إلا طريق واحد وهو العودة إلى الإسلام ظاهرا وباطنا وطريق الشرف والكرامة أساسه أن يعرف المسلمون بما كانوا أمة وكيف صار لهم في التاريخ وجود». وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، في خطبة الجمعة: «حين تجعل الأمم والمجتمعات الترف ثقافتها وطريقته همها وبلوغ أقصى درجاته مقصدها، بمعنى أن الأمة التي تغرق في الترف، وتبطرها الرفاهية، وتسعى وراء غرائب اللذات، تتزعزع أخلاقها وتذوب قيمها وتنسلخ من مبادئها، وتنسى الله والدار الآخرة وتدب فيها عوامل الانهيار». وأضاف «الخلود إلى الترف والبذخ والانغماس في الملذات يجعل الأمة في حال اضطراب وتذبذب وضعف، وتتسارع الوتيرة حين تستهزئ بالدين وترد تعاليمه وأحكامه». وزاد «الإغراق في الترف يورث غرورا واستعلاء وظلما وبطشا ويجر إلى تكذيب الحق ورفض قبوله»، مبينا أن «من مظاهر الترف التعلق بالتوافه وضعف التفكير في الحال والمآل وانتشار التقليد وعدم الحرص على الطاعة والتواني عن القيام بما يقرب من الآخرة والميل إلى الدعة والراحة واقتحام سبل الشهوات، وظهور العجز والكسل وإنفاق الأموال الكثير في أمور يتجاوز بها المرء الحد المعقول الذي قد يفضي إلى الحرام والإكثار من المأكل والمشارب والبذخ فيها، وبهذا تنقلب النعمة نقمة، والترف يبدد الآمال ويميع العزيمة ويذيب الإرادة ويورث الغفلة ويجعل المترف يتفنن في تصيد المتع ويتسابق إلى ارتكاب المحرمات، فتصاب الأمة في ميدان التقدم بالركود والتنمية بالخمول لأن الهمم هبطت والطاقات استنزفت».