يحل اليوم الاثنين ذكرى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى، أو ما يعرف بيوم الفرقان التي فرَّق الله بها بين الحق والباطل وكان النصر المؤزر حليفاً للمسلمين. وقعت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة، بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد قريش ومَن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي. أول معركة للمسلمين وتُعد غزوةُ بدر أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة، وبداية للفتوحات التاريخية للمسلمين بعد ذلك، وكانت فتحا مبينا وانطلاقة للمسلمين لتبليغ الرسالة لأرجاء العالم. سميت غزوة بدر بهذا الاسم نسبةً إلى المنطقة التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكةوالمدينةالمنورة. أسباب غزوة بدر كانت قريش تعامل المسلمين بقسوة ووحشية، فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكةالمكرمة إلى المدينة الْمنورة، لكنّ قريشاً استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلم – أن قافلة تِجَارِيّة لقريش محمَّلة بمختلف البضائع والأموال، وتقدر قيمتها ب50 ألف دينار ومحملة على ألف بعير، سوف تمرّ بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكةالمكرمة قادمة من الشام. وقرر النبي – صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أن يقابل المشركين بالمثل، ويسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم ومصادرتها. لكنّ أبا سفيان الذي كان يترأس القافلة لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه، وأرسل إلى قريش يخبرها بذلك، وطلب منهم المدد والعون، فهرعت قريش لنصرته والدفاع عن أموالهم بكامل العدة والعتاد الحربي، وكان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل. بداية المعركة بدأ المسلمون في التجهيز لاعتراض قافلة أبي سفيان المتوجهة من الشام إلى مكة والتي يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبو سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريش وخرجت لقتال المسلمين. عدد المسلمين وكان عدد المسلمين في غزوة بدر أكثر من 300 رجل، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجل معهم 200 فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش، وقُتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر، سبعين رجلاً وأُسِر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14 رجلاً، 6 منهم من المهاجرين و8 من الأنصار.