دائمًا هنالك عددٌ من الصُّور الاستباقيَّة، التي تتكوَّن في مخيِّلة الشعوب حول أيِّ بلد، وليست بالضرورة صورًا سلبيَّة، ولكنَّها تضعُ البلدَ وشعبَهُ في قوالب معيَّنة. والصورة النمطيَّة التي تُؤخذ عن أيِّ مجتمع من المجتمعات، لها تأثيرٌ كبيرٌ في تشكيل الرأي العام عن تلك المجتمعات عند الجمهور، الذي تستهدفه تلك الصورة، والقائمين عليها، وغالبًا ما ترسّخ تلك الصورة لدى الآخرين، ويصعب تغييرها، بل تصبح مرتبطة به. فنحن في المملكة الصورة عنَّا في الخارج حدِّث ولا حرج، بأنَّنا اتِّكاليون، وكسالى، وفينا من الجلافة والقسوة والاستهتار؛ لدرجة أنَّنا لا نُطاق، وقد تكون هذه الصورة نابعةً من تصرُّفات فرديَّة متكرِّرة، أدَّت إلى رسم صورة نمطيَّة عن المجتمع السعودي. ولكنَّ المفاجأة أن يكون الشعب السعودي عكس ذلك، ولهذه الدرجة من السخرية، وروح الفكاهة، ويتمتَّع بهذا الكمِّ الكبير من التفاعل مع الأحداث والسخرية منها، بل والسخرية بما حوله، فنحن أنفسنا لم نكن نصدِّق أنَّ هذا الدفق العالي من روح الفكاهة والنكتة والبديهة تغلّفنا وبطريقة عفويَّة. لقد كنا أحد ضحايا الصور النمطيَّة التي أُخذت عنَّا في الماضي، وكانت ظالمة نوعًا «ما»؛ لأنَّها لم تكن تمثل إلاَّ شريحة صغيرة، وقد يعود الفضل في رسم صورة نمطيَّة صحيحة، أو جديدة إلى عاملين.. الأول: جيل جديد من الشباب منفتح على الآخر، ويتقبَّل الرأي، والرأي الآخر، ويتمتَّع بمستوى عالٍ من الفهم والثقافة من خلال الاحتكاك بالثقافات الأخرى، ووسائل التثقيف والترفيه التي يمارسها ويستخدمها ويسخِّرها له، هذا إذا ما علمنا أنَّ أكثر من 65% من الشعب السعودي من الشباب. أمَّا العامل الثاني: فكانت مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ التي كان لها الدور الكبير لإظهار هذه الصورة الجميلة للشعب السعودي، ومحاولة رسم صورة نمطيَّة جديدة تعبِّر عن حقيقة هذا الشعب الفكاهي الساخر الذي استطاع أن يرسم الصورة الحقيقيَّة له. t:@Sahfan_Press [email protected]