احتفلت المملكة قبل أيام بذكرى اليوم الوطني، الذي يجدد في قلوب أبناء الوطن عزّهم وفخرهم وشرفهم، بالانتماء لهذا الكيان الشامخ، الذي أرسى دعائمه -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ليواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال عقد البناء والتطوير والنهضة الشاملة. والوطن ليس كلمة تُقال، أو مقالاً يُكتب، أو قصيدة تُلقى، أو علم يُرفع، بل مجموعة من المشاعر والأحاسيس التي لا تستطيع أن تعبِّر عنها، أو تصفها؛ لأنَّه جزء منك، وأنت جزء منه، تسكنه ويسكنك، تختلط أنفاسك بهوائه، وتمتزج دماؤك بترابه، فهو ملاذك وأهلك، وفرحك وحزنك، وحاضرك ومستقبلك، وتاريخك وجغرافيتك، هو كل ما تملك، هو الهوية والانتماء، هو الروح التي تحوم حولك أينما ذهبت. ما أروع الوطن في يوم الوطن، وفي كل الأيام، فهو الحضن الدافئ الذي تلجأ إليه، وهو نبع الحنان الذي تنهل منه، والعطاء الذي ليس له حدود، والصدر الحنون الذي يحتويك، والملاذ الآمن الذي يشعرك بالطمأنينة، والمكان الذي تنتمي إليه وينتمي إليك. ما أجمل أن يكون الوطن جزءًا منك، تحتضنه بين جنبيك، تفتقده عندما تبتعد عنه، وتشتاق إليه وأنت بين أحضانه، حبّه حالة خاصة لا يشبهها حب، وعطاؤه سخاء بدون حدود، وبذله دائمًا بدون حساب ولا منَّة، فهو يستحق منك كل شيء، فالوطن ليس مساحة من الأرض تعيش فيها، بل هو مساحة من الحب يعيش فيك. الوطن يشعرك بالأمن والأمان، فأشعره بالشكر والعرفان، الوطن يريد أبناءه يدًا واحدة متكاتفة، محبَّة بانية معطاءة، يريدهم أن يحافظوا على أمنه وأمانه، وممتلكاته، ويفخروا بإنجازاته ومكتسباته، الوطن أنت وأنا، وكل هؤلاء الناس الذين نعيش معهم، فكن له ابنًا بارًّا صالحًا يعمل من أجل أن يبقى شامخًا عزيزًا قويًّا، وكن صورة جميلة ومشرقة عندما ينظر إليك الآخرون. فأنت الوطن، والوطن أنت، فكن بمساحة الحب التي تحملها، وعلى قدر المسؤولية التي يجب أن تكون عليها، فأنت تعيش في أغلى وطن (المملكة العربيَّة السعوديَّة) الذي يضم بين جنباته الحرمين الشريفين، أقدس البقاع، ومهبط الوحي، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم. t:@Sahfan_Press [email protected]