مواقع التواصل الاجتماعي فتحت آفاقًا واسعة للناس في جميع الاتّجاهات، ففتحت لهم أبواب المعرفة والتعلّم، ومعرفة ما يجري في العالم من أخبار وأحداث، وأعادت الناس للقراءة، وهذا أراه شيئًا رائعًا رغم تحفظي على المحتوى الذي تنشره هذه المواقع، ففيه الغث، وفيه السمين، وفيه الصحيح، وفيه الإشاعة، ولكن مع ذلك استطاعت أن تعيد الناس للقراءة خاصة في أمة اقرأ التي كادت أن ترتد للأمية. والواتس أب أحد هذه التطبيقات التي تحظى بإقبال وتأثير كبير بين أوساط الناس، ويُعتبر من أكثر التطبيقات استخدامًا حول العالم، حيث يوجد حوالى 900 مليون مُستخدم نشط شهريًّا، وقد أعلنت الشركة في عام 2013 أنّها وصلت إلى 27 مليار رسالة، وهذا يؤكّد مدى تغلغل هذا التطبيق في حياة الناس وكثرة استخدامه. فلو سألت أحدًا كم عدد القروبات التي تشارك فيها، فلن يكون أقل من ثلاثة قروبات، قروب العائلة، وقروب الأصدقاء، وقروب العمل، وهناك البعض يشارك في عشرة قروبات وأكثر، ولك أن تتخيل عندما تمرر معلومة لقروب واحد، فكم ستأخذ من الوقت لتنتشر على مستوى المملكة، بل تعود إليك في قروب آخر لن تزيد عن ساعة، وهذا يؤكد أنه أقوى تأثيرًا، وأشد خطرًا من مواقع التواصل الأخرى، ومن وسائل الإعلام. فلا يوجد شخص ليس لديه هذا التطبيق، ولا يوجد رقابة، ولا يوجد محاذير، فأنت في مجموعة مغلقة، وكل من في القروب يعرفون بعضهم، وهنا تزداد خطورة المعلومة المغلوطة، والأخبار الملفقة، والشائعات، لقد أصبح برنامج الواتس أب أهم وسيلة للتواصل، ومن مصادر الحصول على المعلومة، ولكنه أكثر المواقع ترويجًا للشائعات. لقد بات واضحًا أن انتشار الشائعات بصورة واسعة في المجتمعات هو إحدى سمات عصر الثورة التكنولوجية، وتطور التقنيات الاتّصالية الحديثة، لأنّ كل شيء يدور في هذا العالم الافتراضي يتم التعامل معه على أساس أنه معلومة بغض النظر عن صحته أو خطئه. لنجعل من هذه التطبيق وسيلة لنشر العلم والمعارف، وكل ما يطوّر الذات، ويدعو إلى مكارم الأخلاق، ونترك الغرائب، ورخيص الكلام، فرب رسالة تقول لصاحبها دعني. t:@Sahfan_Press [email protected]