عندما ترتكب جريمة وتحاسب عليها تعتذر، وتتراجع، ولكن عندما تثور وتُرعد وتُزبد، يعني أنه أخذتك العزة بالإثم، فأصبح الحق في نظرك باطلاً، وهذا ماحصل في ردة فعل إسرائيل الغاضبة المتهورة، على القرار الأممي بإدانة الاستيطان. فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علانية، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمبادرة إلى صياغة وتنسيق وتمرير قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب الكيان الإسرائيلي بوقف أنشطته الاستيطانية فوراً في الأراضي الفلسطينية. خطيئة باراك أوباما، في نظر إسرائيل، أن الولاياتالمتحدة اكتفت بالامتناع عن التصويت على مشروع القرار في مجلس الأمن، بدون استخدام الفيتو كما ناشدتها إسرائيل لعرقلته، وذلك، بعد أن طرحت ماليزيا والسنغال وفنزويلا ونيوزيلندا، مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن، وصوت أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر لصالح القرار، بينما امتنعت أمريكا. يقول نتنياهو تعليقاً على القرار: أشاطر مشاعر أعضاء الحكومة بالغضب والإحباط حيال قرار غير متوازن ومعادٍ جداً لدولة إسرائيل تم تبنيه بشكل غير لائق في مجلس الأمن، وبناءً على المعلومات المتوفرة لدينا، لا شك لدينا بأن إدارة أوباما قد بادرت إلى تمرير هذا القرار ووقفت وراءه ونسقت صيغه وطالبت بتمريره. وإمعاناً في الاستعلاء والاعتزاز بالجريمة، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد، عن استدعاء سفراء 10 دول من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، للاحتجاج على التصويت لصالح القرار، ومنهم السفير الأمريكي في تل أبيب، يعني تبني سياسة (حشفاً، وسوء كيلة). القرار لم يأتِ بهذه القوة، منذ 36 سنة، ويدل على أن العالم بدأ يتبرم بسياسة إسرائيل الاستيطانية، الاستعلائية، المتمردة على قرارات مجلس الأمن. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) البقرة.