استخدمت الولاياتالمتحدة الجمعة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يدين البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وذلك بعدما رفض الفلسطينيون سحب نص مسودة اعدتها الدول العربية. وكان من شأن مشروع القرار أن يدين المستوطنات الاسرائيلية المقامة في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدسالشرقية واعتبارها "غير شرعية وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق سلام عادل ودائم وشامل" . كما دعا المشروع في صيغته التي عرضت على المجلس جميع الأطراف الى الاستمرار في مفاوضاتهما بشأن قضايا الوضع النهائي بما يصب في صالح تعزيز السلم والأمن وبما يتماشى مع الشروط المتفق عليها وفي اطار الجدول الزمني الذي حددته اللجنة الرباعية في سبتمبر 2011 . ودعا ايضا الى تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية والاقليمية لدعم وتنشيط عملية السلام نحو تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط. ولم يخرج مشروع القرار عن تاكيد قرارات الاممالمتحدة السابقة التي طالبت "اسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، التوقف فورا عن ممارسة نشاطات استيطانية". وصوت الاعضاء الاربعة عشر الاخرون لصالح مشروع القرار، لكن الولاياتالمتحدة صوتت ضده واسقطته. وكانت مسودة القرار العربي تبنتها 100 دولة من اعضاء الاممالمتحدة، فيما بدا تاييدا كاسحا للموقف الفلسطيني. ويصر الفلسطينيون على انهم لن يدخلوا في مفاوضات سلام مع الاسرائيليين الا بعد وقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقالت سفيرة امريكا في الاممالمتحدة في تبريرها لاسقاط بلادها القرار ان ادارة الرئيس اوباما معنية بما يساعد على العودة لمفاوضات السلام، ولا يجب ان يفهم استخدام حق النقض على انه تاييد للاستيطان الاسرائيلي. وقالت سوزان رايس: "للاسف مشروع القرار الحالي يعني تصلب مواقف الطرفين". وهذا عاشر استخدام لحق النقض الامريكي على قرار في مجلس الامن ليس في صالح اسرائيل منذ عام 2001، واول استخدام لحق النقض في هذا السياق من جانب ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما. ترحيب اسرائيلي واصدر مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بيانا عقب تصويت مجلس الامن رحب بالقرار الامريكي. وجاء في البيان: "تعبر اسرائيل عن بالغ امتنانها لقرار الرئيس اوباما استخدام حق النقض في التصويت على مشروع القرار في مجلس الامن اليوم." ومضى البيان للقول "إن اسرائيل ملتزمة بالسعي الى تحقيق سلام شامل مع كل جيراننا بمن فيهم الفلسطينيين. فنحن نسعى الى حل يوفق بين تطلعات الفلسطينيين المشروعة للاستقلال واقامة دولتهم الخاصة بهم من جهة وحاجة اسرائيل الى الامن والاعتراف بوجودها." وقال البيان: "إن القرار الامريكي (بنقض مشروع القرار العربي) يوضح بأن السبيل الوحيد لهكذا سلام هو من خلال المفاوضات المباشرة، وليس من خلال قرارات تصدرها الهيئات الدولية. نحن مستعدون للانخراط في مفاوضات السلام هذه بكل قوة، وحريصون على مواصلة العمل في سبيل تحقيق سلام متين." وعبر البيان عن امله "في ان يشاركنا الفلسطينيون في هذا المسعى في اقرب وقت ممكن."