الخبر في ال(سي إن إن)، وذكرته بنوع من التهكُّم، ولكنَّه يكشف حقيقة العقليَّات التي تسيطر على أمريكا اليوم، وربما تصل إلى سدَّة الحكم قريبًا. رودي جولياني، الحاكم السابق لولاية نيويورك، جمهوريّ، يؤيد الاستيلاء على نفط العراق، ويقول في مقابلة معه في (إيه بي سي): (هذا من حقِّنا، هذا طرحٌ قانونيٌّ مئة بالمئة، في الحروب كلُّ شيء ممكن، وطالما ذهبنا، وضحَّينا بأبنائنا هناك، من حقِّنا أن تكون لنا كلمة في توزيع النفط هناك). مفاجأة جولياني التي جاءت من العيار الثقيل، جاءت تعليقًا على نفس التصريحات التي كرَّرها المرشَّح الجمهوريّ دونالد ترمب، والذي كان أكثر صراحةً وشفافيةً في طرح مبدأ رعاة البقر، في التعامل مع ثروات العالم، حيث شدَّد على أهميَّة استغلال نفط العراق لصالح أمريكا، ويلوم الإدارة الأمريكيَّة السابقة بعنف، لماذا لم تأخذ معها نفط العراق عندما خرجت من هناك، وأعاد هذا الطرح مرَّة أخرى الأسبوع الماضي، على (إن بي سي)، وزاد عليها قائلاً: لطالما كرَّرت هذا مرارًا وتكرارًا، ولو حدث ذلك، كانت داعش لم تقم لها قائمة؛ لأنَّها قامت وتقوم بثروات المنطقة. تعليق ال(سي إن إن)، كان بصيغة الاستغراب؛ لأنَّها تقول: إنَّ اتفاقية جنيف، التي تنظِّم العلاقة بين الجهات المتحاربة، تمنع استغلال ثروات الدول الأخرى، وترفض تغيير أنظمة الحكم فيها، وهي نفس المنطق الذي طبَّقته الدول الغربيَّة في التحالف العالمي لإخراج صدام حسين من الكويت، ومنعه من استغلال نفط الكويت. هذه العقليَّة هي التي تُفسِّر لنا إقرار الكونجرس (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب)؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات في الأمثال الصينيَّة، ليس الصياح، وليس العويل للبط البري الذي يُحرِّكها، بل اتِّباع القائد القدوة الذي يطير قبلها.