* مِن المُسَلّمَات أن (المملكة العربيَّة السعوديَّة) ومع أنها تستضيف ملايين الحجَّاج والمعتمرين، وتعمل على رعايتهم، وتقديم التسهيلات والخدمات لهم، إلاَّ أنها لم تَسْعَ يومًا لِتَسْييس الحجِّ أو مواسم العمرة، والإفادة منها في تسويق ما تُؤمن به من أيديولوجيات، أو تتبناه من مواقف سياسية. * ولأن (المملكة) كانت حازمة في إبعاد (الحَجِّ) عن السياسة؛ ليبقى في دائرة العبادة؛ كان رفضها للمخططات الإيرانية التي تحاول المسَاس بِروحانية الحَجِّ وأمنه؛ لم يكن ل(حكومة طهران) إلاَّ أن تمنع هذا العام حجَّاجها من أداء الفريضة؛ مُحاولةً استغلال الموقف وما يحيط به من عواطف دينية عند عامة المسلمين، للهجوم على (السعوديَّة)، والعَزْف على أوتار تدويل الإشراف على الحرمين الشريفين، والأماكن المقدسة. * (إيران) التي جعلتها التحولات السياسيَّة الجديدة قريبة من الغرب؛ تُصعّد هذه الأيام إعلاميًّا ضد بلادنا عبر تصريحات مَلاليها، وأبواقها العربيَّة والدوليَّة؛ وفي ظِل ذلك الطوفان الإعلامي الإيراني، هل عشرات التقارير والمقالات التي تحملها وسائل إعلامنا المحليَّة هذه الأيام؛ قادرة على مواجهة ذاك الهجوم، وكشف الحقائق للمحيطين الإسلامي والدولي؟! (لا أعتقد)، فنحن بمثل ذلك الطّرح -كما ذكرتُ ذات مقال- فقط نُخاطب أنفسنا، ونُكرِّر على مجتمعنا ومحيطنا القريب ثوابت يعرفها، وهو على يقين منها.. فما نحن بحاجة له فعلاً في هذه الأزمة (لجنة إعلاميَّة متخصصة فاعِلَة) تقوم عليها وزارة الثقافة والإعلام، بالتعاون مع الخارجيَّة مهمَّتها إدارة ذلك الملف، ووضع الخطط والبرامج الإعلاميَّة الخارجيَّة؛ التي من شأنها أن تُوضِّح الحقيقة، وأن تصل بها للمجتمع الدولي بعامَّة، وللمسلمين كافة على اختلاف دولهم ولغاتهم، مستثمرة المنصَات الإعلامية، التقليدية منها والحديثة، عبر ترسانة إعلاميَّة مُدربة، يدعمها القطاعان الحكومي والخاص، فإدارة المعارك الإعلاميَّة لا تقل أهميَّة عن الأخرى العسكريَّة، خاصة في عصر اليوم؛ الذي أصبح فيه الإعلام من المُؤثِّرات المباشرة على الرأي العام، العالمي والإقليمي والمحلي، فلعلّنا نتحرَّك بِحَزمٍ وسرعة في هذا الاتجاه. * أخيرًا.. هذه تحية لكلِّ الوطنيين من (الشّيعَة العَرب) الذين كانت لهم مواقف ثابتة ومشرِّفة في خدمة أوطانهم، والحرص على وحدتها دون أن يخضعوا لهذا الصَّوت أو ذاك. وهذه هَمْسَة لأولئك العرب الخاضعين للهيمنة الصَّفَوِيّة؛ لكي يعودوا لجادة الصَّواب، وأن يُقدِّموا أمن واستقرار أوطانهم ومجتمعاتهم على أيَّة مصالح، أو أطماع شخصيَّة؛ (هذا ما نتمناه). [email protected]