- سأله من أنت؟! لم يكن سؤال استفسار بل كان سؤال استنكار..!! أدهشتني غطرسة السائل وطريقة نظرته الدونية وسؤاله المستفز الذي ذكَّرني مباشرة بمعمر القذافي الذي وجه سؤالاً مشابهاً للخارجين عن حكمه الظلامي، كان آخر ما نطق به القذافي إذ قاده الشباب الليبي بعدها بأيام أمامهم إلى حتفه ذليلاً يطلب منهم الرحمة والصفح. *** وأعجبني هدوء الفنان عبدالرحمن الخطيب وتحكُّمه في رد فعله واستيعابه للأسلوب الاستفزازي الذي يستعمله أمثال هذا النوع من الدعاة للسخرية والتقليل من قيمة خصومهم .. فأعطاه إجابة لم يتوقعها، يستخدم المتحاورون في منتديات التواصل الاجتماعي كلمة (قصف جبهة) للتعبير عنها.. فرغم عدم تقبلي للكلمة، الا انها كانت بالفعل هنا أنسب كلمة تواجه كم الغطرسة التي ظهر فيها هذا المدعي.. *** ردد الخطيب مع نفسه: من أنا..؟! ثم استدار للسائل قائلاً: أنا الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم استفتِ قلبك، لم يحددها لفلان أو فلان أو فلان، أو خريج الجامعة الفلانية.. استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك. أمامي كتب العلماء، وأمامي الدين، وأمامي القرآن والسنة. فالدين ليس حكراً على أحد، ولا تخصص يختال به أحد على غيره، قال تعالي: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ). لم يجعله سهلاً للبعض، عسيراً على البعض الآخر، بل يسَّره لكل الناس. متعلماً كان أو جاهلاً، في مرتبة عليا أو غير ذلك. وهكذا فالدين ليس احتكاراً لفئة دون أخرى.. ولا رهبانية في الإسلام. *** وأخيراً... لا أدري كيف يستقيم التكبر والغطرسة والتباهي بالعلم على الآخرين مع التواضع الذي يدعو إليه الدين الإسلامي أتباعه!! #نافذة: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾. [الإسراء : 37 ] [email protected]