كسر الأهلاويون عناد 34 عاما، ليحققوا البطولة الأصعب في المنافسات الكروية عن جدارة واستحقاق، حيث لم تكن بطولة الأهلي صدفة أو ضربة حظ، وإنما نتيجة عمل منظم، فالفريق خلال السنوات الخمس الأخيرة منافس في كل عام على بطولة الدوري وكل البطولات، وطالما أن الفريق تمرس على المنصات فمن الطبيعي أن يحصد أصعب الألقاب. نتحدث عن العمل المؤسساتي، ونعتقد أننا بيننا وبينه مسافات، وفي الأهلي رجل قلّص كل المسافات، فالإدارات تتغير والرؤساء يتعاقبون والفريق باقٍ بقوته وعنفوانه وتوازنه على مدار السنوات، وأنه بالتأكيد عمل مؤسساتي منظم يقوده رجل خبير إنه الرمز الخالد لقلعة الكؤوس، والعين الخبيرة التي تتدخل في الوقت المناسب، فتهنئة مستحقة للرمز الكبير الأمير خالد بن عبد الله على هذا الإنجاز المستحق، فمن زرع حصد. رئيس النادي الأهلي مساعد الزويهري يستحق التهنئة، فقد جاء يطل فغلب الكل محققًا ما عجز عنه الآخرون.. بطولة الدوري، فمبروك للزويهري هذا التميز في السجل الأهلاوي، وهذا لا يحجب ولا ينتقص نجاحات الإدارات السابقة وعملها على مدار السنين. يتذكر الأهلاويون موقفي حينما تعالت الأصوات المطالبة بإبعاد جروس، فيومها كتبت مستغربًا ومتعجبًا أن يطالب أحد بإقصاء مدرب برتبة داهية، فجروس ليس مكسبا للأهلي فحسب، ولكنه مكسب للمنافسات الكروية في المملكة، أضاف الجديد وحقق لناديه المفيد.. بطولات وإنجازات ومستويات مقنعة وتكتيك على أرفع المستويات وهجمات منسقة تجد الكثافة العددية والقوة العناصرية التي تحقق الأهداف بنجاح.. أمثال جروس هم من تحافظ عليهم، وهم من تتحسر متى رحلوا عنك. عودة طارق كيال يتفق الغالبية أنها جاءت في الوقت المناسب وفي توقيت اهتزاز للفريق، وكانت البداية في لقاء الشباب وتابعنا كيف يحتفل معه اللاعبون بعد كل هدف، وهذا يعني انسجاما وتناغما بين المشرف واللاعبين، والأهم من ذلك ثقة نجح بتسريبها في نفوسهم، في وقت كان من الممكن أن يستمر الاهتزاز. توليفة اللاعبين متعوب عليها.. تطبيق نظام الاحتراف على أعلى درجات، واستقطابات من أرفع المستويات ووفقًا للحاجة والاحتياج، ومن المنطقي أن تقدم لنا فرقة قادرة على انتزاع البطولات، لا كأس يصعب عليها ولا دوري كان يقال إنه مستحيل، فلا مستحيل مع العمل ولا صعب مع التمكن. في المقابل لم يكن الهلال مهيئًا لتحقيق البطولة، فالفريق حافل بالمشاكل، والإدارة عاجزة عن الحلول، والمدرب دونيس فضّل أن يصنع لنفسه شخصية على مصلحة الفريق، وأثناء المباراة ضاعت الفرص السهلة في الشوط الأول، ثم جاء خروج ألميدا قبل نهاية الشوط بدقيقتين ليبعثر كل الأوراق، وكان الأجدر بدونيس أن ينتظر لما بين الشوطين ثم يتخذ قراره عن إمكانية استمرار اللاعب من عدمه، فيوسف السالم لا يمكن أن يكون لاعبا يعتمد عليه في فريق بقوة الهلال يسعى للبطولات والإنجازات، وعبد العزيز الدوسري لا يملك حس النهائيات، كل هذه الأمور سهّلت مهمة الأهلي وهزمت الهلال. وفي الختام مبروك لكل الأهلاويين إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير هذه البطولة المستحقة، والقادم أحلى، فالواقع الأهلاوي ينبئ بذلك.