دخل مايسترو كتيبة فرقة الرعب خارج الملعب السويسري كريستيان جروس إلى قلوب الأهلاويين دون إستئذان وذلك نظير قيادته للجهاز الفني للفريق الأهلاوي الأول منذ بداية الموسم وتحطيمه لأرقام قياسية عديدة في عدة مجالات وصدارته لمجموعته الآسيوية واقترابه من انتزاع صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين وتحقيقه كأس سمو ولي العهد الأمين من أمام الهلال على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض وبعشرة لاعبين بعد طرد حارس الفريق عبدالله المعيوف . كانت بداية جروس مع فريقه الأهلاوي غير متحمسة من قبل المدرج والإعلام ولكن سرعان ما خطف الأصلع الأنظار بعد نتائج جيدة حققها في بطولة الدوري ورغم اعتراض البعض على طريقة لعبه بإرجاعه للاعب تيسير الجاسم لمركز محور الارتكاز وهو المركز الأساسي للجاسم وكان محللين فنيين كبار من بين المعترضين إلا أن جروس كسب الرهان في نهاية المطاف واستطاع من حيث الأسلوب الفني الذي انتهجه من صٌنع فريق لا يقهر وخلق روح جديدة للفريق الأهلاوي في الملعب تعتمد على التقدم والإقدام والسير للأمام حتى لو كان الفريق متخلفاً في النتيجة والأداء ونجح في ترجمة تلك الفلسفة الكروية الجديدة في العديد من المباريات الكبيرة والمصيرية للفريق هذا الموسم بالإضافة لتشكيل فرقة رعب حقيقة لا تقهر ولا تعتمد على اسم معين سواء كان محلياً أو أجنبياً ولا يتأثر الفريق بغياب أي لاعب ما جعل للفريق شخصية قوية جداً تصنع المستحيل وتملك دكة احتياط نارية قادرة على قلب النتائج وخدمة الفريق كاللاعب الأساسي . ما كان يحتاجه الفريق الأهلاوي منذ سنوات تحقق له الآن ففي الكثير من المواسم كان الأهلي يحظى بفريق قوي وأسماء محلية دولية كبيرة ولاعبين أجانب على مستوى عالي إلا أن الجواد يتعثر في المنعطف الأخير ولا يحقق المراد والتطلعات منه ما جعل النادي الأهلي على صعيد كرة القدم لغزاً محيراً للنقاد والرياضيين وجعله يبتعد عن البطولة الأهم لثلاثة عقود وهي البطولة ذات النفس الطويل التي تحتاج مدرب فني كفو لديه الكثير من الطرق والحلول الكروية والقادر على خلق توليفة فنية لها القدرة على الاستمرار لنهاية الموسم بنفس الأداء والكفأة . وجد الأهلي ضالته هذا الموسم في ابن جبال الآلب السويسرية ( جروس ) الرجل هاديء الطباع والذي صنع مع لاعبيه كيمياء بفضل تعامله المثالي معهم ورعاية الأمور النفسية فيهم وهذا ما يحتاجه اللاعب السعودي بشكل أساسي في إعداده وتأهيله للمباريات الكبيرة والحاسمة واستطاع جروس من تحقيق نتائج فنية جعلت فريقه قاب قوسين أو أدنى من بطولة الحلم كأس الدوري وتبقت ستة جولات لحسم الحلم الأهلاوي ويدخل جروس تاريخ الملكي من أوسع أبوابه بعدما دخل قلوبهم ورسموا تيفو له في مدرجات ملعب الجوهرة المشعة كأول مره يحظى مدرب في الملاعب السعودية بهذا الاحترام والتقدير .