* كثيراً ما تثيرني أسئلتي الخاصة مع ذاتي في كل حالة اختلاف مجتمعي.. تشهدها ساحات المجتمع وسطور الصحف وأحاديث العامة يغلب على كل تلك الاختلافات حالات من الانفعال والتشنُّج.. وما يتبعها من تخوين وتقزيم.. وأحيانا تكفير. * وحتى لا يذهب ظن البعض إلى حصري لهكذا حالات على الاختلافات ذات الطابع الديني أقول: إن كل تفاصيل حياتنا تشهد وبدون استثناء وعلى الدوام اختلافات أسرية، فكرية، وحتى رياضية.. وفي كل واحدة منها لا تخلو لغة الخطاب وطبيعة الاتصال من التشنُّج والانفعال.. عوضاً عن الحوار والقبول بالرأي الآخر. * هكذا طبيعة، تسلب بكل تأكيد الاختلاف إيجابياته وتحوّله إلى خلاف يؤدي إلى قطيعة وبالتالي خسران ذاتي للمختلفين ومجتمعي للمجتمع بأسره. * الاختلاف في جوهره وأساسه عَالَم إيجابي في انعكاساته المُحرِّكة لفعل مجتمعي يرتقي بالحياة في تنوّعها وحيويتها وفاعليتها لكننا وبكل أسى حوّلنا ذلك إلى اتهامات، تخوينات، اصطفاف، تجاوز. * فلو حللنا وفككنا كل أنواع الاختلافات التي تشهدها ساحاتنا المحلية لوجدناها لا تخرج عن أن تكون اصطفاف شللي أو أيديولوجي لا ينتصر للحق والعدل، بل دعماً لهذا الطرف أو ذاك حتى وإن كانوا خاطئين أو متجاوزين. * هذه كارثية النتائج خاصة في انعكاساتها على الشباب والتطور الفكري للمجتمع فالشباب الناشئ في ظل هكذا اختلاف سيكون أشد قسوة في تعامله مع الآخر حتى وإن كان خاطئاً والآخر مصيب.. وذات الشيء في الفكر حينما ينكفئ الفكر من أفق منفتح إلى أفق ضيق مغلق يعيق حراك المجتمع.. وهذا ورب الكعبة مؤسف ومحزن في مجتمع يعيش في كنف الحرمين الشريفين وفوق أرض النبوة ومهد الإسلام!!. [email protected]