من يتابع بعض تفاصيل المشهد الثقافي السعودي بكل مساراته يجد حالة من الرغبة في الاقتناص لزلة يرتقي فوقها ليلقي باللائمة على هذا وذاك مؤكداً في الوقت نفسه تفوقه العلمي أونضجه الفكري الذي من خلاله يستطيع فتح الأبواب المغلقة أو إغلاق الأبواب المفتوحة مستنداً في ذلك على رؤية تم استنباطها قسراً من خلال سؤال موجه نحو مسارات مسبوقة التوقع ليتم غرسه في خاصرة الحراك التنموي بغاية الإيقاف أو التأجيل أو الإقصاء أو لربما إثارة الحراك الفكري في فضاء رجل أفل نجمه بعد اتساع مساحات الوعي في أفق جيل يملك كل أدوات وعيه وكل مصادر المعلومات.. نعم مازال بعضنا يسأل أهل العلم في الكثير بل أن بعضه يطرح السؤال بمحتوى يشعرك معه أنه يتخلى عن عقله وحقه المشروع في التفكير بل ممارسة الوظيفة الطبيعية للعقل وهي إعماله بالتفكير والتمعن وليس الاختباء وراء عباءة الآخرين أو الاستكانة على جدار الصامدين عند مدخل سد الذرائع.. مع اتساع وتنوع جوانب المشهد الثقافي نجد حالة من النتوءات التي تخترق الوجنات رغم تنوع عمليات التجميل التي يمارسها البعض لإخفاء العيوب تارة وتارة لإبراز الجمال المستتر وتارات لإبراز جمال الصوت المنفرد مع ارتفاع في النبرة لإخفاء صوت الآخرين وكأنه صاحب الحجة الوحيد..؟ الارتكاز غالباً يكون على تخطي الآخرين وتحجيمهم إلى حد التقزيم..........؟؟؟ المشهد الثقافي السعودي تحت المجهر ليس من كافة أطياف المجتمع فقط بل ومن مستقرئي التغير الاجتماعي والثقافي في الخارج ويعتبره هؤلاء وأولئك مؤشراً لحراك التنمية وهنا انعكاس قوة الرؤية الثقافية في تغيير اتجاه البرنامج التنموي... ذلك يضاعف من مسئولية المثقف السعودي ويجعله يستشعر قيمته ومسؤوليته في الوقت ذاته ليكون الخلاف في الرأي جزءاً من طبيعة المشهد الثقافي وليس انصافا للرؤية الخاصة لأن طبيعة الحراك الثقافي الصحي الاختلاف مع القناعة بحق كل طرف في الاختلاف والإقناع والتبرير دون المساس بدين او انتماء وطني للآخر لأن ذلك تجاوز لمساحة حرية الاختلاف واختراق لمناطق محظورة.. بعد مؤتمر المثقفين السعوديين فاضت كأس الاختلاف وتجاوز البعض الخطوط الحمراء حيث كان الاختلاف في الرأي متوجه بقوة نحو الاختلاف الشخصي...؟؟ المتابع للحراك الثقافي داخلياً وخارجياً بات راصداً قوياً وذكياً مما يجعل المسؤولية كبيرة على أبطال المشهد الثقافي من كل الأطياف ويحملهم مسؤولية مضاعفة في طرحهم الثقافي واحترام الاختلاف وعدم الانسياق وراء شخصنة الاختلاف..,فذلك لايليق بمن يبتغي حمل اللواء..؟؟ في الجانب الآخر لابد أن ندرك عن قناعة ووعي أن اختلاف الرأي لايعني اختلاف مرتكز قيمنا وموجهات سلوكياتنا المنبثقة من ثوابت ديننا..