لا تحتاج للغوص كثيراً في أعماق التاريخ كي تكتشف عمق العلاقة بين أبناء هذه البلاد والأشقاء في اليمن.. ولا يستطيع أحد (لا إيران ولا أذنابها من حوثيين وحزبالة) المزايدة على متانة الجسور التاريخية والإنسانية التي تربط الرياضبصنعاء.. هذا أمر يدركه الجميع، فلا أحد من شعوب العالم قاسمنا العيش فوق هذه الأرض مثلما فعل الأشقاء اليمنيون، الذين كانوا ومازالوا يتمتعون بميزات لم ينلها أحد غيرهم. من الطبيعي جداً، أن تتعرض علاقة طويلة الأمد كهذه لبعض الهزات، إما بسبب (عنتريات) بعض السياسيين التي كان الشعب اليمني نفسه هو أول من يقف ضدها، أو بسبب تدخلات ومؤامرات أطراف خارجية كان اليمنيون أيضاً هم أول من يثور عليها ويكشف أهلها.. وما الانتفاضة الشعبية اليمنية الحالية ضد ميلشيا الحوثي (التي أرادت نزع الثوب العربي عن اليمن وإخضاعه لهيمنة إيران) إلا مثال على هذه الوقفات المجيدة.. الثابت في كل الأحوال هو أن السعودية كانت ومازالت أكبر الداعمين لليمن؛ وأكثر الحادبين على مصالحه.. وهذا ما يؤكده المؤرخ اليمني البيحاني، بقوله: «إن تعامل المملكة طوال تاريخها مع قضايا اليمن كان حرصاً على سلامة كيانه، ونصرةً للمظلوم، وخوفاً عليه». صنعاء إحدى أهم العواصم التاريخية للعرب، التي لا يليق بها أن تضع العمامة السوداء، وسقوط أي جندي سعودي أو عربي في عملية إعادة الأمل هو أمر مؤلم ولاشك.. لكن وطأة هذه الآلام تخف كثيراً عندما نعلم أنها في سبيل رفع المعاناة عن أبناء اليمن، واستعادة هذا العمق الاستراتيجي، والجزء المهم من الكيان العربي. إن عملية إعادة الأمل التي بدأت تباشير نصرها في الاكتمال هي في حقيقة الأمر استعادة لصنعاء العروبة وإعادة تأهيل لليمن، ومقدمة لدمجه بإذن الله في اقتصاديات مجلس التعاون الخليجي، فثمة رؤية أساسية لدى الرياض مفادها أن تأهيل اليمن وتخطيه حدود الفقر والتمزق هو أحد أهم واجبات العرب تجاه صنعائهم.. وأنه لابد من صنعاء وإن طال الألم. [email protected]