في أمريكا، تُغْدِقُ الجهات الأموال على مَن يحلّ لها مشكلة ناتجة عن تصرّف سلبي للناس، ممّا لم تستطع هي حلّها بتوجيههم، أو حتى بعقابهم!. وليس بالضرورة أن يكون من يحلّ المشكلة موظّفًا لدى الجهات، فربّما يأتي من خارجها، والمهمّ أن يحلّ المشكلة ليستحقّ بسببها لقب «خبير معالجة التصرّفات السلبية»!. كمثال؛ نشرت قناة «ناشيونال قرافيك» فيلمًا عن طريق «I 66» العابر بين بعض الولاياتالأمريكية، والذي تكثر فيه الحوادث المرورية؛ بسبب السرعة، ولم يُفْلِح توجيه السائقين، ولا فرض الغرامات المالية عليهم في حلّ المشكلة، ليأتي عازف موسيقي ويحلّها، إذ اقترح تنفيذ بعض أجزاء الأسفلت بفراغات صغيرة، ومتباعدة عن بعضها البعض، مثل الفراغات الموجودة في آلات العزف الموسيقية، فإذا ما سارت عليها عجلات السيارات بسرعة 45 ميلاً بالساعة، وهي السرعة القصوى المسموح بها، نتجت عنه أصوات موسيقية، فالتزم الناس بالسرعة المطلوبة لسماع الموسيقى، وانخفضت نسبة الحوادث، وكادت تنعدم، ونال العازف مكافأة مالية جزيلة!. أنا هنا لا أطالب بالمثل لمشكلة سرعة السيارات في طرقنا، لكن أطالب في العموم بنبذ الرتابة في طريقة حلِّ الجهات للمشكلات التي تتسبّب بها تصرّفات الناس السلبية، والتي هي إمّا وعظ مُمِلّ لهم، أو عقوبة مادية غليظة عليهم، الأمر الذي يعطي انطباعًا بكسل الجهات، وعجزها عن الابتكار!. والله، لدينا خبراء في عامّة الناس، قادرون على طرح الاقتراحات الكفيلة بمعالجة التصرّفات السلبية لغيرهم، لكنّهم مدفونون تحت تراب البيروقراطية، ولا أحد يحفّزهم، والمتأثر الأكبر هو الوطن بتصرّفات عقيمة للناس قد عمُرت طويلاً، وبجهات نائمة في الشهْد والعسل!. @T_algashgari [email protected]