أدان البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس، الاعتداء الإيراني على البعثات الدبلوماسية السعودية، وقال وزير الخارجية، عادل الجبير، إن الاجتماع أسفر عن التوصل إلى موقف عربي واضح وقوي، ضد الممارسات الإيرانية. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي، عقب انتهاء الاجتماع: «الموقف العربى واضح وقوي في رفض تدخل إيران فى الشؤون العربية، ودعمها للإرهاب والطائفية»، موضحا أن هذه رسالة واضحة لطهران بأن الدول العربية لا تسمح بالمساس بها. وأوضح الجبير خلال كلمته في المؤتمر، أنه منذ 3 عقود وإيران تنتهج أعمالاً سلبية، منها دعم الإرهاب والميليشيات، وترسلها إلى دول عربية؛ لتحدث بها اضطرابات، مؤكّدا أنه حال التزمت إيران فيمكن أن تعيش بالمنطقة كجارة، وإن لم تلتزم فستجد رفضا قويا من الدول العربية. كما استنكر المجلس في قرار له، التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد المملكة فيما يتعلق بتنفيذ الاحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الارهابيين، معتبرا ذلك تدخلا سافرا فى احكام القضاء والشؤون الداخلية للمملكة، بما يتنافى مع ميثاق الاممالمتحدة. وأكد المجلس التضامن الكامل مع المملكة فى مواجهة الاعمال العدائية والاستفزارات الايرانية ودعم جهودها فى مكافحة الارهاب ودورها فى تعزيز الامن والاستقرار والامن فى المنطقة. كما أدان المجلس حكومة ايران بتدخلها المستمر فى الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية، معتبرة ان هذا النهج يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار فى منطقة الخليج العربى، كما يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولى ومبدأ حسن الجوار. وطالب القرار حكومة ايران بالامتناع عن الاعمال الاستفزازية والتصريحات العدائية التى من شأنها تقويض وتهديد الامن والاستقرار بالمنطقة. وأدان أيضا استمرار احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث «طنب الكبرى والصغرى وابوموسى» والتأكيد المطلق على سيادة دولة الامارات الكاملة عليها وتأييد كافة الاجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها دولة الامارات لاستعادة سيادة على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي. كما دان المجلس استمرار تدخلات ايران فى الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ودعمها للجماعات التى تشكل تهديدا خطيرا لأمنها واستقرارها. وندد المجلس فى قراره بالتدخل الايرانى فى الازمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الاقليمية. وندد المجلس بتدخلات ايران فى الشأن اليمنى الداخلى عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلبا على امن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، وحث المجلس حكومة ايران على البعد عن السياسات التى من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التى تؤجج هذه النزاعات فى دول الخليج العربى، داعيا ايران الى وقف دعم الميلشيات والاحزاب المسلحة داخل الدول العربية واعتبار ذلك تهديدا للامن القومى العربى. وأكد القرار الحرص على اهمية أن تكون العلاقات بين الدول العربية وايران قائمة على مبدأ حسن الجوار والحرص على الاستقرار والامن فى دول الجوار والامتناع عن التدخل فى شؤونها الداخلية. وكلف المجلس الامين العام للجامعة العربية بالتواصل مع وزراء خارجية كل من الاماراتوالبحرين والسعودية ومصر لمتابعة تطورات الازمة مع ايران وسبل التصدى للتدخلات الايرانية فى الشؤون الداخلية للدول العربية ورفع نتائج ذلك الى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري فى دورته المقبلة، وطلب المجلس الى الامين العام للجامعة العربية ابلاغ هذا القرار للامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن، كما طلب من مصر بصفتها العضوالعربى فى مجلس الامن بمتابعة هذا الموضوع. من جانبه أكد وزير الخارجية الإماراتى، عبدالله بن زايد، رئيس الاجتماع، أن مجلس الجامعة العربية، وافق على الاقتراح المقَدم من المملكة، حول أزمة إيران، والتضامن العربى مع الرياض في الأزمة. وأشار إلى وجود تراكمات عميقة لسنوات طويلة، منذ أن بدأت الثورة الإيرانية، وأن كل الدول العربية وافقت على بيان الاجتماع الطارئ، عدا لبنان. وقال بن زايد: «يجب على إيران أن تغير سياستها مع دول الجوار، حتى تستطيع التعامل معها بشكل طبيعي، موضحا أن إيران انتهكت القانون الدولي، باعتدائها على البعثات الدبلوماسية السعودية». فيما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في المؤتمر الصحفي الختامي المشترك للاجتماع، مع وزيري خارجية السعودية والإمارات، إلى أن العراق أيد القرار رغم ملاحظاته عليه وكان هناك دعم عربي كامل لموقف المملكة، وفسر العربي الموقف اللبناني من القرار بسبب وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية.