دانت الجامعة العربية خلال اجتماعها الطارئ على المستوى الوزاري في القاهرة أمس «الانتهاكات» الإيرانية، خصوصاً الاعتداء على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، والتدخلات في شؤون دول عربية. وقررت إبلاغ مجلس الأمن الدولي. وكان لبنان الممتنع الوحيد عن التصويت، إعمالاً بسياسة «النأي بالنفس» التي يعتمدها. وفي ما يلي نص القرار: إن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري المنعقد في دورته غير العادية في مقر الأمانة العامة في القاهرة برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد اطلاعه على حقيقة ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد من اعتداءات، واقتحامهما وسلب ونهب محتوياتهما في تحدٍ صارخ للأعراف والمواثيق الدولية، وعدم اتخاذ الحكومة الإيرانية الإجراءات اللازمة لمنع ذلك، واستناداً إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية للعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية للعام 1963، اللتين أكدتا حرمة مباني وأفراد البعثات الديبلوماسية، والتزام الدولة المضيفة بتوفير الحماية اللازمة لهما ضد أي اقتحام أو إضرار بهما، واستناداً إلى ميثاق الأممالمتحدة وميثاق جامعة الدول العربية في شأن الحفاظ على سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتنفيذاً لقرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة في شأن الحفاظ على أمن الدول العربية باعتبارها الضامنة الأساسية للأمن القومي العربي، وآخرها إعلان شرم الشيخ (صيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الراهنة) وتنفيذاً لقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في 13 أيلول (سبتمبر) 2015 عن التدخل الإيراني في دول الجوار العربي، وحماية للأمن القومي العربي والسيادة الإقليمية للدول العربية ضد مظاهر التدخل كافة في شؤونها الداخلية وانتهاك سيادتها وسلامتها الإقليمية، وتأكيداً على مبدأ احترام حسن الجوار، وفي ضوء البيان الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 4/1/2016 والذي دان الاعتداءات الإيرانية على مقر سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد. وبعد الإطلاع على مذكرة الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية بتاريخ 4/1/2016، والاستماع إلى كلمات السادة وزراء الخارجية والأمين العام، يقرر: 1- إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، وتحميل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولية ذلك. ومطالبتها بالالتزام بالاتفاقات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن، لاسيما اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية للعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية للعام 1963. 2- استنكار وإدانة التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين، واعتبار ذلك تدخلاً سافراً في أحكام القضاء السعودي والشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، مما يتنافى مع ميثاق الأممالمتحدة. 3- التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية، ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. 4- إدانة حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية، و(اعتبار) أن هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار. 5- مطالبة الحكومة الإيرانية بالامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتصريحات العدائية التي من شأنها تقويض وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. 6- إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) والتأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الكاملة عليها وتأييد الإجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقاً للقانون الدولي. 7- إدانة استمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ودعمها للجماعات التي تشكل تهديداً خطيراً لأمنها واستقرارها. 8- التنديد بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، و(اعتبار) أن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية وفقاً لمضامين جنيف 1. 9- التنديد بتدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية، وانعكاس ذلك سلباً على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة في شكل عام. 10- حض الحكومة الإيرانية على البعد عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي. 11- دعوة حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى وقف دعم المليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية، واعتبار ذلك تهديداً للأمن القومي العربي. 12- الحرص على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار والحرص على الاستقرار والأمن في دول الجوار والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول. 13- تكليف الأمين العام بالتواصل مع وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير خارجية مملكة البحرين ووزير خارجية المملكة العربية السعودية ووزير خارجية جمهورية مصر العربية لمتابعة تطورات الأزمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ورفع نتائج ذلك إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته المقبلة. 14- الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية إبلاغ هذا القرار لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن. 15- الطلب من جمهورية مصر العربية بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن متابعة هذا الموضوع مع مجلس الأمن. هامش: موقف الجمهورية اللبنانية تأكيداً على موقف لبنان الذي أدلى به وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كلمته خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية (أمس) ولعدم تكرار الملاحظات واحتراماً للتضامن العربي والتزاماً بسياسة الحكومة اللبنانية القائمة على النأي بلبنان عن الأزمات المشابهة فإننا نمتنع عن التصويت على القرار.