اُعْتُمِدَت «المدينةالمنورة» عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2017م، فيما تمَّ اختيار مدينة «كونيا» التركية لعام 2016م، و»تبريز» الإيرانية لعام 2018م. تلك الاختيارات جاءت في ختام أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي استضافتها قبل أيام «نيامي» عاصمة النيجر. لقد كانت «المدينة النبوية» عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، ولكن اللّجان المنظمة لتلك الفعالية لم تكن تمثل الطموح، وما قدمته -مع التقدير لاجتهادها- لم يرتق لمكانة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، عاصمة الإسلام الأولى؛ فقد كانت البرامج تقليدية، ولم تحظَ بالتغطية الإعلامية المناسبة، بل كان حينها هناك تبادل اتِّهامات بين بعض وسائل الإعلام، وتلك اللجان المنظِّمة!! فما أرجوه الإفادة من تلك التجربة، وتلافي سلبياتها، والعمل من اليوم لتكون «منطقة المدينةالمنورة» واقعًا ملموسًا عاصمة فِعْلِيّة للسياحة الإسلامية؛ لأنها تمتلك كل مقوِّمات النجاح السياحي بأنواعه كافة. فالسياحة الدينية حاضرة فيها بكل تفاصيلها، وكذا التراثية الضاربة في أعماق الزمن البعيد؛ وخير مَن يمثله آثار السيرة النبوية المطهرة، والصحابة -رضوان الله عليهم- ثم مدائن صالح في محافظة العلا، وغيرها من الآثار الكثيرة. وهناك السياحة البريّة، والزراعيّة، والساحليّة في ينبع وما سواها من المدن، وكذلك سياحة الثقافة والمؤتمرات لها حضورها الفاعِل؛ الذي يأتي مِن الموروث الثقافي الأصيل والمتنوّع ل»طيبة الطيبة»، ويعزّزه وجود جامعتين كبيرتين فيها «الجامعة الإسلامية، وجامعة طيبة»، ومؤسسات ثقافية أخرى قادرة على إدارة هذا الملف. وفي هذا الميدان أقترحُ سرعة تشكيل اللّجان المتخصّصة، ودعمها بالكفاءات المدرَّبة، فالوقت يمضي سريعًا. ولعلّ من المناسب إعداد برامج إعلاميّة مصاحبة برعاية القطاع الخاص ك(إطلاق قافلة سياحية تمثل المدينة) تزور مختلف المناطق خلال ذلك العام، والتنسيق مع هيئة الطيران المدني لتكون الطائرات، والمطارات في الرحلات الداخلية والدولية ناطقة بتلك المناسبة، وكذا تنفيذ برامج تلفزيونية وإذاعية يتمّ التعاقد على بثّها في القنوات المشاهدة والمسموعة، مع استثمار الصحف الورقية والإلكترونية، ومواقع وبرامج التواصل الحديثة، وتطبيقات الهواتف الذكيّة. أخيرًا؛ قد يكون الاحتفال بالمدينةالمنورة عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2017م يحمل بُعدًا رمزيًّا؛ لكن أتمنى أن يكون محطة مهمّة تعزّز صورة السياحة في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ولذا آمل فتح قنوات التواصل مع أهلها بحثًا عن رؤاهم، ومقترحاتهم. [email protected]