هذا أصعب مقال أكتبه في حياتي على الإطلاق، قصة يقشعر لها كل بدن سوي، تعرفت عليَّ بتويتر مواطنة مثقفة فاضلة تقيم بمدينة جدة وتعمل بها وتُعيل ثلاث بنات وطفلاً وهي مطلقة.. تقول: زوجي أبو جسَّار قريبي، تزوجنا قبل عشر سنين بوئام وحب وكنا أسرة سعيدة وأنجبنا وتساعدنا بالحال والمال لنبني حياة أفضل.. هذه السيدة واعية جداً ومبدعة وتعكف على كتابة قصتها بكتاب أسمته: (تاجر ما ملكت أيمَْان داعش) سيحدث دوياً مرعباً،عن حبيبها وشريكها الذي فر الى داعش بسوريا وطلقها برسالة جوال وله عامان هناك لم يرَ أطفاله، تركها مكسورة تدعي القوة والصبر لتعيل فلذات أحشائها ودراما الذكريات، بين وسائد تتناشج معها من حرارة ماء عينيها التي سقط معها الكبرياء، والكبرياء ناموس الأحرار. تقول: تغير فجأة، كانت له عيوب، لم يكن متشدداً، في ظرف أربعة شهور فقط بل برفقة شخص غامض غيّر عقله بتلك المدة! ليظهر متباهيًا فرحاً بالفضائيات بتقرير (إخباري «سوق السبايا») بداعش من اليزيديات والمسيحيات المختطفن من حروب أرياف سوريا.. يزايد بشراء المزيد من الأسيرات.. التفاصيل أكثر رعباً من ذلك ولا يتسع لها مقال بل كتاب أم جسار القادم، وتتسع لها رحابة الدولة أيضاً. أم جسار موظفة وأم، ودخلها للإيجار وراتب السائق والباقي بالكاد يفي بالخبز الحافي، وعليها ديون تحاصر عقلها. قالت وهي تغالب نبرتها رعشة البكاء بعزة: لا أريد أكثر من منزل صغير أربِّي فيه أطفالي.. واثق أنا جداً بشواهد وطني التاريخية. ان ذلك (الستر) ليس بعزيز على أبناء وطننا الذين نعرف أياديهم البيضاء ونعرف رعاية الدولة أعزها الله لأسر المكلومين، الدولة بيتهم وأمهم الرؤوم.. ولأنها حرة فهي لا تريد عوناً وشفقة من أحد غير أبناء وطنها. ثمة تفاصيل تحرق الأجفان من الدمع والألم والحسرة.. ومن ذَا الذي يبيع الحب والولد من أجل ماء مهين!؟ تغريدة: ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميتٍ ...إيلامُ..! المتنبي Twitter:@9abdullah1418 [email protected]