أعلن مسؤول عسكري فرنسي أن بلاده «كثفت» الغارات الجوية ضد مناطق وجود تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم للاعتداءات الدامية في باريس الأسبوع الماضي. وقال الأميرال أنطوان بوسان «داعش هو عدونا، داعش هو عدو محدد بشكل واضح». ويتولى بوسان قيادة عملية «شمال»، الاسم الذي أطلق في سبتمبر 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش بالعراق، ضمن الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وتحدث المسؤول في قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج. «هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم. اليوم، نكثف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية، لكن عملنا انخرطنا به منذ أشهر طويلة». وتابع «الأهداف التي استهدفناها اليوم هي أهداف عملنا عليها لأسابيع»، وذلك بعد مقاطعة معلومات، أتاحت لنا أن نقترح على رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات «رافال» و»ميراج 2000» المتمركزة في الشرق الأوسط. وامتنع بوسان عن تقديم معلومات أو تفاصيل عن المواقع، التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس، التي أدت الى مقتل 129 شخصاً على الأقل مساء الجمعة، وتبناها تنظيم داعش. وأوضح الأميرال أن قرابة 700 عسكري فرنسي يشاركون في عملية «شمال»، إضافة إلى ست مقاتلات «رافال» وست «ميراج 2000»، إضافة إلى طائرة مراقبة بحرية «اتلانتيك 2»، مؤكداً وجود «موارد أخرى موجودة هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات أواكس وطائرات تجسس أخرى». من جهة أخرى، أيد الاتحاد الأوروبي «بالإجماع» طلب المساعدة الذي قدمته فرنسا بعد اعتداءات باريس، على ما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني أمس. وقالت موغيريني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان، «اليوم أعرب الاتحاد الأوروبي بالإجماع على لسان جميع دوله الأعضاء عن أشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة» لفرنسا بعد الاعتداءات، التي ضربت باريس ليل الجمعة وأوقعت ما لا يقل عن 129 قتيلاً. وطرحت فرنسا المادة 42-7 للمعاهدات الأوروبية، التي تنص على بند التضامن إذا ما تعرض أحد بلدان الاتحاد الأوروبي لاعتداء. وأضافت موغيريني «أنها مادة لم تستخدم من قبل في تاريخ اتحادنا». ولم يتخذ وزراء الدفاع الأوروبيون، الذين يعقدون في بروكسل اجتماعاً أي قرار رسمي أمس. وقال وزير الدفاع الفرنسي «إنه دعم بالإجماع»، إنه «ميثاق سياسي كبير جداً». وأضاف أنه «سيتيح لنا الآن في الساعات المقبلة إجراء الاتصالات الثنائية الضرورية» لفرنسا مع كل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، للاتفاق بالضبط على المساعدة التي تعرب كل دولة عن استعدادها لتقديمها بصورة ملموسة إلى الفرنسيين. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي بعد الاجتماع مع زملائه الأوروبيين، «لقد لمست تأثراً شديداً من زملائي»، مشيراً إلى أن عدداً منهم تحدث باللغة الفرنسية للتعبير عن دعمه.