أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف جميع رحلات الركاب الجوية الروسية إلى مصر أمس الجمعة بعد حادث دموي لسقوط طائرة في مطلع الأسبوع وقال مسؤولون غربيون إنهم رصدوا «دردشة» تدعم نظرية سقوط تلك الطائرة الروسية بقنبلة. فيما، أعلن مصدر مقرب من التحقيق الجمعة لوكالة فرانس برس ان تحليل الصندوقين الاسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، تتيح «ترجيح» فرضية الاعتداء «بقوة» كمسبب لسقوط الطائرة الروسية في سيناء. من جهته، قال البيت الأبيض الجمعة إن الولاياتالمتحدة لم تقطع بعد إن كان عمل إرهابي وراء حادث تحطم الطائرة الروسية. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي يومي «لا يمكننا استبعاد أي شيء في هذا الجانب أو ذاك، يجب أن ندرس احتمال تورط إرهابي». بينما، قالت محطة التلفزيون الفرنسية فرنسا-2 في موقعها الإلكتروني إن صوت انفجار سمع في الصندوقين الأسودين للطائرة. ونقلت محطة التلفزيون ذلك عن محقق أتيح له الاطلاع على الصندوقين. وأضاف المحقق إن الانفجار لا يتسق مع عطل في المحرك. وجاء قرار بوتين ردا على حادث سقوط طائرة أيرباص إيه 321 التي تشغلها شركة طيران روسية في سيناء المصرية. وقتل في الحادث 224 شخصا هم كل ركاب الطائرة. وقال مسؤولو مخابرات غربية إن جواسيس بريطانيين وأمريكيين التقطوا «دردشة» من أشخاص يشتبه بأنهم متطرفون وحكومة واحدة أخرى على الأقل تنبئ باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة هي سبب الحادث. وقالت المصادر المخابراتية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموقف إن الدليل ليس قاطعا وإنه لا يتوفر دليل جنائي أو علمي يدعم نظرية القنبلة. وأوقفت بريطانيا- التي تقول إن قنبلة زرعها تنظيم موالٍ لداعش الارهابي، ربما تكون سبب الحادث- وأيرلندا وألمانيا وهولندا رحلاتها المنتظمة إلى شرم الشيخ التي أقلعت من مطارها الطائرة المنكوبة. وقالت تركيا الجمعة إنها ألغت أيضا جميع رحلات الطيران إلى ذلك المنتجع المصري. وقد يكون القرار- الذي تلا قرارات مماثلة من بريطانيا وغيرها بوقف الرحلات من وإلى شرم الشيخ وهو المنتجع المصري الذي أقلعت منه الطائرة الروسية المنكوبة- أول بادرة بأن موسكو بدأت تؤمن بمصداقية افتراض أن متطرفين زرعوا بطريقة ما قنبلة على متن الطائرة. لكن الكرملين قال إن القرار لا يعني أن هجوما إرهابيا هو سبب الحادث. وسبق للكرملين القول إنه من السابق لأوانه الجزم بسبب سقوط الطائرة وإنه من الضروري أن يدرس التحقيق الرسمي جميع الافتراضات وبينها احتمال حدوث خلل فني. وقالت مصر أيضا إنه من السابق لأوانه الجزم أن انفجارا تسبب في سقوط الطائرة. وقام بوتين بهذا الإجراء بعدما أوصى ألكسندر بورتنيكوف رئيس وكالة الأمن الاتحادي الروسي السلطات بتعليق كل رحلات الطيران المدنية إلى مصر إلى أن تعلم على وجه الدقة سبب سقوط الطائرة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله «رئيس الدولة وافق على هذه التوصيات». وقال أيضا إن الحكومة ستبحث عن طريقة لإعادة جميع المواطنين الروس إلى الوطن وإنها ستبدأ محادثات مع السلطات المصرية لتحسين إجراءات سلامة الرحلات. وأعلن تنظيم ولاية سيناء الذي يدين بالولاء لتنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن حادث الطائرة الروسية. وإذا تأكد ذلك فسيكون هذا أول هجوم للتنظيم الجهادي على الطيران المدني. وواجهت الفوضى المساعي البريطانية لإعادة آلاف السائحين العالقين في شرم الشيخ الجمعة حين قلصت مصر عدد الرحلات المسموح بها لإعادتهم. وقال وزير الطيران المدني المصري حسام كمال إن عملية نقل أعداد كبيرة من السائحين البريطانيين من فنادقهم إلى المطار ثم سفرهم على متن رحلات بدون أمتعتهم «تمثل عبئا كبيرا على المطار لأن سعته لن تسمح بذلك». وكان وزير الطيران المصري حاسم كمال أعلن أن بريطانياوالولاياتالمتحدة لا تشاركان في التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة الروسية ولا يمنحهما القانون الدولي هذه المشاركة. وقال كمال أمس الجمعة «إنه للأسف الشديد رغم أن الدولتين لا تشاركان في التحقيقات ولكن تصدر من وقت لآخر بعض التصريحات من البلدين حول تعرض الطائرة لتفجير من خلال دس قنبلة أو متفجرات في مخزن حقائب الطائرة وبدون أية أدلة على ذلك». وحول ما تردد عن وجود بقايا مواد متفجرة في حقائب الضحايا قال الوزير كمال: «إن هذا غير صحيح ولا يعتمد على أية أدلة ومازالت لجنة التحقيق تواصل عملها من أجل التوصل للأسباب الحقيقية للحادثة حتى لا تتكرر مستقبلًا».