أكد خبراء في مجالي القانون وعلم الاجتماع على ضرورة تعزيز دور الأسرة في تحصين أفرادها من الأفكار المتطرّفة، ومحاسبتهم عند الجنوح أو ارتكاب سلوكيات خاطئة، وشدد المستشار القانونى الدكتور عمر الخولي على ممارسة الأسرة لدورها الطبيعي في وقاية أبنائها من كافة أشكال العنف والتطرّف، وحمايتهم من الانزلاق في خطر الجماعات الإرهابية، منتقدًا اختزال بعض الأسر دورها في توفير المأكل والملبس والمشرب لصغارها. وقال إن التغاضي عن السلوك الخطأ للأبناء بدافع العاطفة يؤدي إلى سلوك غير سوي مستقبلاً، وشدد على دور راعي الأسرة في تقويم أي سلوك منحرف، وتصحيح التوجهات والمفاهيم الخاطئة، وبين أن إهمال الأسرة في تربية الأبناء بشكل سليم يؤدّي إلى انجرافهم للتيارات المتطرفة. أمّا الباحث الاجتماعي أحمد الصفحي فبيّن أن الأسرة شريك أساس في بناء الشباب منذ الصغر، وحمايتهم من خطر الأفكار الضالة والإرهابية. وقال إن ذلك يتطلب وسائل من أهمها: إيجاد وسيلة مثلى للحوار مع الأبناء، وبرامج من مؤسسات المجتمع المدني من خلال دور تكاملي بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وكل الجهات الثلاث لها دورها الكبير في استغلال أوقات الصغار فيما يعود عليهم بالنفع، وإيجاد سبل الوقاية من خلال التوعية للحد من خطر الأفكار الهدامة، وتقوية الوازع الديني المعتدل. وأوضح أنه في حال تخلّي الأسرة عن هذه المنظومة، وترك مسؤوليتها فإن الأمور تؤدّي إلى انحرافهم ووقوعهم فريسة في أيدي المتربصين بالوطن. من جانبه أكد خبير الطب النفسي نعيم العراقي أن داعش تبدأ تجنيد الشباب على 5 مراحل الأولى مراقبة الضحية عن بُعد، ورصد تحركاته، وتحليل فكره من خلال سماع أحاديثه في أي مكان عام، سواء المسجد أوالشارع أو تجمعاته مع أصدقائه. وقال: «بعد ذلك تأتي خطوات أخرى للتقرّب من الضحية وتبيان فضل الجهاد، وكيف هو مفخرة للمسلم بأحاديث مكذوبة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم لي عنق النصوص القرآنية، حتى يتأكد الداعشي من أن الشاب أصبح جاهزًا للجهاد، ومن ثم تعرض عليه فكرة الجهاد، وإدخاله في صفحات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وبعد أن تمتلئ رأس الضحية بهذا الفكر المنحرف، يبدأ الداعشي بغزو رأس الضحية بنعيم الجنة، والحور العين، والمغريات، والملذات التي سيجدها في الجنة، ويبيّن له أن الطريق إلى هذه الملذات هي بقتل الكفار بأي طريقة كانت. وأشار إلى أن المرحلة الحاسمة تكون بصنع الحزام الناسف، وتفجير نفسه في الأبرياء، بعد عملية قد تدوم لوقت طويل يصل ل6 أشهر، منوّهًا أن الوصول إلى مرحلة قتل النفس لا تأتي إلاّ من قناعة داخلية لدى الضحية، وأوضح أن من يقوم بالتجنيد لديه دراية وخبرة نفسية عميقة، يستطع بها سبر أغوار الشاب، وتغيير قناعاته، وتدعيمها في عقله الباطن، والتي تصل به لمرحلة قتل النفس. وشدد على مراقبة الأهل لأصدقاء أبنائهم، وإبعاد هذه الفئة عنهم خاصة في الفترة الحرجة من عمر الشاب التي تكون عادة ما بين 17 و22 عامًا من عمره، مع ضرورة تفعيل دور المسجد والمدرسة، بالإضافة لدور المنزل لتوجيه الشاب إلى الطريق الصحيح بعيدًا عن الخزعبلات التي تضعها هذه الفئة في رؤوسهم.