استيقظت منطقة وسط البلد بالقاهرة، أمس، السبت، على انفجار ضخم استهدف القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 10 آخرين، وتسببت شدة الانفجار في خسائر جسيمة بمبنى القنصلية، وتصدع العديد من المساكن الواقعة خلفها بمنطقة بولاق أبوالعلا، كما تصدعت أجزاء من كوبرى 6 أكتوبر المواجه للقنصلية.. وأكدت المعاينة الأولية قيام مجهولين بوضع عبوة ناسفة أسفل إحدى السيارات الموجودة بمحيط القنصلية وتفجيرها عن بعد، وتم العثور على أجزاء من السيارة، التي زرعت أسفلها القنبلة بمحيط الانفجار، وأمر المستشار علي عمران، القائم بأعمال النائب العام، بسرعة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة القتيل والانتقال للمستشفيات لسماع أقوال الشهود، وسرعة تفريغ كاميرات المراقبة التابعة للقنصلية لتحديد المتورطين. وتعد منطقة الإسعاف، التي شهدت الحادث منطقة حيوية ومحورًا يفصل ما بين وسط القاهرة وشرقها وغربها، وتضم مباني دار القضاء العالي ونقابتي الصحفيين والمحامين ومقري صحيفتي الأهرام والأخبار. من جهته، توقع الخبير الأمني، العقيد خالد عكاشة، تنفيذ عمليات إرهابية مماثلة خلال الفترة المقبلة متزامنة مع إجازة عيد الفطر المبارك، مؤكدًا أن حادث التفجير بمحيط القنصلية الإيطالية كان هدفًا للجماعات الإرهابية لانخفاض مستوى التأمين، فضلًا عن حالة الزحام غير الطبيعية في هذه المنطقة، كما أن المبنى خاص بدولة أجنبية، مما يعطي زخمًا إعلاميًا عالميًا، خاصة مع كثرة الوفيات، سواء أكانت من المصريين أو الأجانب، مشيرا إلى أن المبنى يستخدم كمدرسة تعليمية. وأكد عكاشة أن هدف العملية الإرهابية ليس المبنى بقدر إحداث نوع من إشاعة عدم الاستقرار الداخلي، وهو ما تؤكده الكمية، التي تم استخدامها في العملية، والتي قدرت بربع طن من مواد شديدة الانفجار «تي إن تي»، وأشار إلى أنه لا يمكن بحال أن يكون بيت «المقدس» المنفذ لهذه العملية، خاصة مع ما يتردد أن المادة، التي تم استخدامها هي نفسها التي تم استخدامها في حادث اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام، ومحاولة تفجير موكب وزير الداخلية السابق، وأشار إلى أن العملية الإرهابية لم تتم باحترافية رغم سهولة التنفيذ، حيث لا يوجد سوى عدد محدود من الجنود لحراسة القنصلية.