أشفق جداً على منسوبي وزارة الصحة الذين باتوا يعيشون مع قرارات التغيير حياة مأساوية ، وصف لي بعضهم كيفيتها وعن تعبهم معها واستقرارهم الذي بات شيئاً مربكاً ومثيراً جدا بل ومقلقاً ايضاً وكلنا معهم ليس إلا لأننا جزء من نسيج المجتمع نلمس الفرح والحزن ولاشيء في يدنا سوى أن ندعو لهم ... ومن يصدق أن يدير مستشفى الملك فهد ، خلال خمسة أشهر خمسة مدراء ، حيث كان المدير الأول د . سالم باسلامة ومن ثم د. طه سمان و بعدهم الدكتور عماد الجحدلي ، ليخلفه الدكتور هاني جوخدار وكان آخرهم الدكتور حماد شجاع ، ومن يتصور أن يحدث كل هذا خلال( 5 ) أشهر فقط ؟ ..والسؤال هنا هو عن السبب الذي نسي تماماً مشاعر العاملين الذين هم بالتأكيد يلحظون بقلق كل ما يجري حولهم وحياتهم معه قضية مؤثرة جداً على عملهم وإنتاجيتهم لاسيما وهم يتعاملون مع بشر وخاصة الأطباء الذين هم يمارسون عملاً يمس الإنسان المريض ، بالتأكيد مثل هؤلاء لا يحتاجون الى القلق الذي يؤذيهم أو يستفزهم ، كل هذا أجزم انه أصبح واقعاً وألماً يلازمهم وكلهم يترقب الجديد في كل صباح ، والتغيير الذي انتهى ولم ينته لا بعد (الاستقالات) الجماعية ولا (قبلها) والتي جاءت بهدف الخروج ،خوفاً من ماذا؟ لست أدري !! والسبب ليس فيهم بل في النظام الذي يتغير بالوزارة بين فترة وأخرى ،لا والمصيبة حين تتحكم مجموعات إدارية في القرار لتصنع لنفسها هيبة فقط ، وحين تكون القرارات عشوائية حتما تأتي النهايات مكارثية ، حيث تحكمها الروح الانتهازية التي تأتي لتصفية الحسابات والضحية العاملون والخاسر الأكبر هي صحة المواطن التي باتت حكاية!!...،،، قلتها ذات يوم أن (النظام) هو الوحيد الذي لا يهتم بالشخوص ويتعامل مع الجميع بعدل ،يحفظ كل الحقوق، والدليل العالم المتقدم الذي لا يتأثر أبداً بتغيير القيادات التي تأتي لتكمل المهمة فقط وتمارس التطوير الذي يسمح به النظام ويستحيل أن يخرج أي منهم عن القانون وإن فعل كان العقاب الذي يقف له وللخطأ بالمرصاد ، الا عالمنا الذي وبكل أسف ما يزال يعيش في منأى عن التطور ،والقضية أن يكون الإنسان والكيان كله في يد ( أشخاص ) هم من يقول( نعم) وهم من يقول (لا ) وكيف لا وهم من يصنع النظام الذي قد ينجح فيحقق الهدف أو يفشل ويحول الأمور كلها الى وهم وخوف وقلق وتغيير ينتهي ليعود في ثوب جديد معلنا الحرب على كل القرارات السابقة ،وهي حكاية أن يكون التغيير مزاجياً !!! .....،،، ( خاتمة الهمزة) ... لست مع التغيير (الأول) الذي ربما أبعد بعض القيادات الجيدة من مواقعها ولا مع (التغيير) الجديد الذي جاء لينقض كل القرارات السابقة !! ... وهي خاتمتي ودمتم تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]